الجمعة، 26 سبتمبر 2008

مستقبل العراق وجيل من الايتام


حلقة برنامج لعبة الحياة: (مستقبل العراق وجيل من الايتام) ضيفة الحلقة الاعلامية و الناشطة في حقوق المرأة والطفل الاء الجبوري

نقف امام كبرى المصائب التي يشهدها العراق.. ونسمع اصوات عالية من الاستغاثات .. فالحروب التي عاشها المجتمع العراقي لم تجلب معها غير الكوارث والدمار.. والحصار جار على حق الانسان العراقي بعيش كريم .. وما المحتل لم يمنح العراقيين سوى العنف والموت.. واذا ما اردنا ان نتأمل مستقبل العراق.. سريعا تظهر صورة الطفل العراقي لانه هو المستقبل.. لكن ملف الطفولة في العراق مطوي و مهمل ولا قانون يحمي الاطفال من مختلف اشكال العنف الذي يتعرضون له يوميا .. ويشير المختصون في المجال النفسي ان اطفال العراق بحاجة الى العلاج النفسي المكثف نتيجة الاوضاع المأساوية لكن ما نلاحظه ان الرعاية النفسية لاحتواء اثار الصدمات على الاطفال غير موجودة في العراق وان ضحايا هذا العنف الدائر يتشكل من اعداد كبيرة من الاطفال.. هم جيل من الايتام.. جيل المستقبل.. هذه البراءة التي افقدها العنف احد ذويهم او كليهما دون ذنب تعيش واقع يضج بالانين الصامت ولا احد يلتفت لهم.. رغم ان كل التشريعات السماوية والاعراف الاجتماعية تنص على كفالة اليتيم .. لكن اليتيم لم يمنح ولو قطرة من حقه في الفرح بدل الحزن.. كيف يمكن للمجتمع الانساني ان يستوعب اشكالية اليتيم في العراق مع تزايد اعدادهم وعدم توقف اعمال العنف في العراق.. فكثير من المنظمات الانسانية التي تشكلت بعد الاحتلال تحمل عنوان رعاية الايتام وحصلت على دعم الجهات المانحة لكنها لم تحقق غاية يشار اليها ومؤسسات الدولة كوزارة العمل والشؤون الاجتماعية تتهم هذه المنظمات بالوهمية مستغلة الاموال لصالحها باسم الايتام.. واما دور الدولة للايتام التابعة لوزارة العمل والشؤون الاجتماعية والتي عددها لا يتجاوز الخمسة عشر دار في العراق لا يكفي لاحتواء كارثة الايتام .. وتشير تقارير المنظمات الدولية عن قلقها ازاء وضع الايتام في العراق وان الرعاية الانسانية والصحية والنفسية ضعيفة وان الكثير من الانتهاكات تطول الايتام الابرياء .. وفضيحة دار الحنان هي احد الادلة التي تدين مؤسسات الدولة التي من اختصاصها ملفات الايتام .. واما البرلمان العراقي مستم بتهميش القضايا الانسانية المؤلمة التي يعيشها المجتمع العراقي من ملفات الارامل الى مستقبل الايتام وكأن هذه الشرائح غير عراقية..ولم يفعل قانون صندوق اليتيم او حتى مشاريع القروض الصغيرة ..والايتام في العراق مبكرا فقدوا حاجاتهم الانسانية والعاطفية والنفسية.. وتشبعوا بالجوع والحرمان والعنف.. ولم يجدو اليد الحنون لا من الاقارب ولا حتى المؤسسات الدينية التي تتصارع على السلطة بأسم الدين وتركت دورها الحقيقي لمنهج العدالة والخير.. كل هذه المعاناة العميقة ودموع الايتام وجرحهم النفسي الذي لم يندمل باستغلالهم اقتصاديا في العمليات الارهابية ومنهم من زج داخل السجون نتيجة هذا لاستغلال دون مراعاة لحقوق الطفل الانسانية التي تبصم العار على من باع العراق.. وسحق الضمير بفقد الحنان والاشباع العاطفي ساقهم الى ترك الدراسة وطلب العلم الى مزاولة الاعمال الشاقة التي لاتناسب اعمارهم يواجهون الاعتداء الجسدي او الجنسي او العوق المستديم.. واذا ما لم تتحرك بجدية مؤسسات الدولة العراقية للاهتمام بإشكالية الايتام المعنفون رغم طفولتهم فأن المستقبل القادم يشير الى جيل قادم يختزل مفهوم انحرافات الشخصية والامراض النفسية التي تحيا مع الجريمة والسرقة لان القيم الانسانية قد تم دفنها مع العراق الموحد..
سيدتي الفاضلة رؤى البازركان مع اعطر تحيةممتنة لك سيدتي لانك لبيتي دعوة حملة النور لاغاثة اليتيم بموضوع مهم حمل من التاثيرات النفسية على الطفولة العراقية عامة وعلى اليتيم بوجه خاص وحسب النظريات والدراسات النفسية فان سايكولوجية الطفولة لها الاثر على كل التكوين الانساني في مراحله المختلفة الطفولة المبكرة والمتاخرة والمراهقة والشيخوخة وانعكاساتها على كل مجريات الانسان وقراراته وسبل حياتهحمل الموضوع اشارات ذكية لما ستؤول عليه طفولة وطننا وماسيكون عليه مستقبل اجيال قادمة تشربت العنف والحرمان والفاجعةاكرر شكري وتقديري لك سيدتي الرائعة

رؤى البازركان


تعليق
د ميسون الموسوي
Related Posts Plugin for WordPress, Blogger...