الثلاثاء، 23 ديسمبر 2008

مكاشفات عن فعل التحرش الجنسي بالمرأة



في كتاب السوبر تخلف للكاتب والمفكر حسن عجمي يوضح لنا دلالة الفعل الإنساني ، بمعادلة مهمة : (( الفعل =الفكر/ الغريزة )) ، يشرح هذه المعادلة فيقول مع زيادة تفكير الإنسان ونقصان غريزته يتم الفعل الإنساني وتزداد قيمته ، الغريزة هي السبب وراء أن تتصرف دون تفكير، لكن قيمة الإنسان في تفكيره، وبذلك الإنسان يرتقي بفعله المعتمد على تفكيره الخاص والحر. الإنسان هو فعله ، وفعله هو تفكيره، لكننا فقدنا إنسانيتنا بفقدان أفعالنا، وخسرنا أفعالنا لأننا خسرنا أفكارنا.
لذلك كان التحرش الجنسي هو فعل سلوكي منفلت يصدر من قبل الرجل تجاه المرأة ، وعدم السيطرة وفقدان التحكم بالفعل الغريزي للرجل يحيله الى كائن غير منضبط السلوك ، إذن هو فاقد الاهلية للسيطرة على توجيه عقله وسلوكه .. فهل الرجل المتحرش كائن حيواني يحتاج الى كوابح حتى لا يجنح ؟؟
تتوارد الردود والآراء للعقول المصرحة بدوافع التحرش والتي تبرر لهذا الفعل وأغلبها تكرر:

كما زادنا الكاتب والصحفي عزيزالبزوني :
كل امرأة تتعرض الى التحرش من قبل الشباب المراهقين هو دليل على وجود ضعف في تلك المرأة التي تعرضت وهذا الضعف يكمن في اظهار ملامح واجزاء من جسمها وقضية المكياج له دخل في المسالة ايضا وهنالك حالات نراها وهو تقبل تلك الفتاة وغيرها او احيانا تقبل بامر التحرش او انها تسير وهي تثير النظر الى الشباب.
وعلي فاهم كان تعليقه :
موضوع مهم و لكن الا تتحمل المرأة نفسها المبادرة والمسؤولية فعندما تعرض المرأة مفاتنها تجد هناك من يتحرش بها فمن يفتح باب داره يجد من يلج فيها.
وكان لابن مصر رأي :
من المعروف أن إثارة الرجل جنسيا أسهل بكثير من إثارة المرأة فجهاز الرجل العصبي أضعف و أكثر إستجابة للمؤثرات المعنوية كالرؤيا و السمع و اللمس ، بينما المرأة جهازها العصبي أقوى و أكثر إستقرارا ، وأقل إستجابة للمؤثرات المعنوية المثيرة جنسيا و تكون المؤثرات المادية كاللمس
مثلا أقوى تأثيرا لديها ، ناهيك عن أن المرأة يجب أن تحب فلان حتى تستجيب له بينما الرجل لا، لماذا لا يتفضل السيد المشرع الحنون الرؤوف بالجنس الناعم بإستحداث عقوبة للمرأة المتبرجة أو التي ترتدي ملابس مثيرة أو التي تخضع بالقول أو التي تعلو ضحكاتها في الأماكن العامة أو التي تتعمد إثارة الرجال بأي شكل ماديا كان أو معنويا ، ألا يعد هذا تحرشا جنسيا بالرجال ؟
من هذه الآراء وغيرها يعطي الرجل نفسه حقا مشروعا في تجاوزه بفعل التحرش ولا يعترف إن ضعف الإرادة لديه نتاج منظومة إجتماعية متناقضة تغرس التميز والتفرقة بين جسد الرجل وجسد المرأة وبين غرائز وشهوات الرجل التي تبيحها وتمجدها وتحيل المرأة الى أداة لإشباع جوع الشهوات الذكورية ، والحقيقة الغائبة إن فعل التحرش الجنسي بالمرأة لا يرتبط بالمظهر الخارجي أو الشكل أو العمر، وفي هذه المكاشفات التي تحكيها نساء تعرضوا لفعل التحرش تخبرني ل فتاة بعمر التسع سنوات ، غالبا ما تعرضت في الأماكن العامة الى ملامسات لجسدها دون أن تعرف لماذا يلامسها الآخر وما الغاية من ذلك وتكون حركة الرجل سريعة حتى لا يكتشف.. و ل صارت تفضل عدم الخروج من البيت لآنها تكره هذا الفعل والخوف منعها من أن تخبر أحدا بذلك ... فهي لم تعرض مفاتنها ولم تتبرج لكنها (أنثى)..
نأتي الى الحاجة المحجبة س 58 عام أصبح التسوق يسبب لها إرهاقا نفسيا فغالبا ما يحتك ويلامس الرجال جسدها وفي
أكثر من مرة يعلو صوتها دون اي جدوى وهي بذلك تعتبرهم سفهاء وعاقين لا يحترمون حرمة أمهاتهم ، وأتعجب أنا ما الذي أثار الجهاز العصبي للرجل ؟
ص 23 عام حامل في الشهر السابع يضايقها الرجال بالملامسة وإسماعها الألفاظ الجنسية وكرهت جسدها وهي حامل رغم أن الحمل هو ولادة الحياة وكل الرجال كانوا في بطون أمهاتهم ، وهي بذلك تقول لو لم يروا هؤلاء المتحرشون آباءهم يفعلون هذا الفعل لما فعلوه.
ف 30 عام تسير برفقة زوجها وأولادها ورغم ذلك تتعرض للملامسة من قبل المارة وفي أحدى المرات صرخت مستنجدة بزوجها فصار المشهد مشادة و لكمات من قبل الزوج للآخر أدت بهم الى مركز الشرطة.
ب 26 عام محجبة ومحتشمة بمظهرها فهي غالبا ما تعاني في المواصلات العامة من تعرضها للتحرش من ملامسة وإحتكاك بجسدها وهي مضطرة كي تصل الى عملها بوساط النقل لانها لاتملك سيارة خصوصية وان اغلب سائقي التكسي يسمعونها الفاظا غير مهذبة مما تضطر لركوب الأوتوبيس المزدحم .
هذه بعض يسير من المكاشفات التي لاتعد ولاحصى ، فالإناث في مجتمعاتنا منذ الطفولة يخشى عليهن من الذهاب والإياب لوحدهن والسبب هو موضوع التحرش ولولا تعرض الكثيرات أو حتى رؤية هذه الافعال ما سيطر الخوف على العوائل من
أن تنهش الذئاب الجائعة فتياتهم ونساءهم وليس من العدل أن نبرر هذا الفعل المريض بسبب المظهر الخارجي للمرأة.
ومن عقول تحمل آراء تشير وتحدد موطئ الخلل في مجتمعاتنا :
أشار د. فلاح محمد حافظ
إن طرح مثل هكذا مواضيع يساهم في تحديد هويه المجتمع والتعاليم السائدة فيه فنحن غير منزهين وإنما أمراض كثيرة تفتك بنا ولانزال نعتقد إننا الافضل ولو أشار كل واحدا منا الى الكوارث الاجتماعية في بلداننا....ستجدونها كوارث ستؤدي بنا الى الهاوية انظروا الى القتل من اجل غسل العارانظروا الى زواج الكصه بكصه انظروا الى زواج الولدان المنتشر في الخليج انظروا الى الزواج المبكر للبنات والشباب حتى قبل ان يعرفون كيف يؤمنون رزقهم اليومي انظروا الى آفه الاميه انظروا الى انتشار ظاهرة التنجيم التي أحيانا تتبناها تلفزيونات رسميه في الدولة و كلما تتبحرون ستجدون لدينا أمراض إجتماعيه كثيرة.
وكتب عدنان طعمة الشطري :
إن ظاهرة التحرش الجنسي هي موجوده في جميع مجتمعات الارض لكنها بنسب متفاوته .. وتتفاقم هذه الظاهره في مجتمعاتنا الشرقية المكبونه نتيجة الكبت والحرمان وقمع الغرائز البشرية بشكل قهري وتراكمات التقاليد الباليه بين المجتمعات الذكروية والمجتمعات الانثوية .. وأعطيك مثال اذا كان شخص جائع للغاية وعرضت أمامه مائده شهية جدا فيها جميع أصناف الفواكه والمأكولات , و أراد هذا الشخص أن يبدا بالطعام منعته فماذا تتوقعين أن يكون رد فعله ؟؟؟؟وهذا المثل ينسحب على الشباب الشرقي الجائع جنسيا والذي تتلمسن جوعه هذا لما يصلوا الى بلدان مفتوحه كالبلدان الأوربية فانهم يطلقون هذه الغريزة الى الريح لتسيح كما تشاء دون رادع أو وازع.
أما الشاعر سلام نوري فأشار :

أعتقد إن البيئة عامل أساسي في إظهار مثل هذه الأفعال القبيحة والتربية المنحرفة.
فالوعي إن فعل التحرش الجنسي هو إنتهاك حقيقي للجسد وإن سكوت المرأة وخوفها من المجتمع لن يجديها غير أن تبقى الكائن الضعيف المستغل ، وأنا أشير الى إن الرجل الشرقي لا يستطيع القيام بفعل التحرش الجنسي بالمرأة إذا كان في الدول الغربية لآن القانون يعاقب الفاعل والمرأة هناك لا تخجل من التبليغ عن المتحرش ويحمل فعل التحرش بالمرأة محمل الجد فلهذا على المرأة أن تفهم أهمية تفعيل القانون كما أشارت هذه الآراء:
القاضي كاظم عبد جاسم الزيدي كتب :
إن القوانين التي تعالج موضوع التحرش الجنسي موجودة ولكن يجب تفعيلها فقانون العقوبات العراقي يعاقب على جريمة التحرش وجريمة هتك العرض ولكن ليس هناك وعي باقامة الشكوى الجزائية لياخذ القانون دوره الفاعل في تحقيق العدالة ومعاقبة المسيئين لآن من أمن العقاب أساء الأدب وبالتالي يجب إحترام القانون وان يتعزز الوعي القانوني وان تشيع الثقافة القانونية في المجتمع فلا سبيل لرقي أي مجتمع إلا باحترام وتطبيق القانون.
وعن القانون ايضا كان رأي الكاتبة الهام زكي خابط :
المطالبة بقانون يجرم التحرش الجنسي هو الحل الوحيد للقضاء عليه او الحد منه وهذا اضعف الايمان.وهذا القانون موجود في السويد لهذا فان المرأة لا تتعرض لهذه التحرشات الجنسية الا في حاله خروجها في الليل وتكون في حاله سكر مثلا مما يشجع الرجل على التحرش بها وبهذه الحاله لا يستطيع القانون ان يحميها ورغم ذلك لو قدمت بلاغ بالواقعة فان المتحرش يزج في السجن حيث ان اغلب القوانين السويدية وضعت لحماية المرأة من اي ظلم او اضطهاد تتعرض اليه من قبل الرجل.القانون هو الوحيد القادر على حماية المراة
وكان لصرخات النساء المتزايدة التأثير على صدور أول حكم قضائي مصري ضد جرائم التحرش الجنسي:
في 22 أكتوبر 2008 أدانت محكمة جنايات القاهرة ، مصريا يبلغ من العمر 27 عاما بتهمة التحرش وحكمت عليه بالسجن ثلاث سنوات مع الأشغال الشاقة. وقالت المحكمة إن الضحية نهى رشدي صالح التي تعمل مخرجة أفلام وثائقية تستحق تعويضا بقيمة 5001 جنيها مصريا من شريف رجب جبريل الذي يعمل سائق شاحنة.المحكمة اعتمدت على تقرير تحريات كتبه ضابط شرطة تضمن شهادة أصحاب متاجر في الشارع الذي وقع فيه الحادث .ويعتبر هذا الحكم أول حكم من نوعه يدين مثل هذا النوع من الجرائم في مصر.
واذا ما تكررت مثل هذه الأحكام في مجتمعاتنا ستكون العقوبة القانونية للمتحرش درسا موجعا لمن أراد التطاول بإسم الإغراء وعليه التفكير قبل أن يقدم على أي سلوك يسيء للمرأة أو للآخرين.
وما ينقص المرأة في مجتمعاتنا هذه البطاقة الوردية للحماية:
في إطار الحملات التي تقام في ألمانيا تحت شعار "لا للعنف ولا للتمييز الجنسي" خرجت مصممتان ألمانيتان للدعاية في مدينة كولونيا بفكرة البطاقة الوردية، وهي بطاقة تحتوي على مادة كيميائية تشكل مصدر إزعاج كبير للرجال لمجرد ملامستها، لكن دون أن تصيبهم بأضرار بالغة. ولعل الملفت في هذه البطاقة ،التي في طور التجربة، العبارة التالية التي كتبت عليها باللغات الألمانية والإنجليزية والإيطالية: "لقد تحرشت جنسيا بامرأة. هذه البطاقة مصنوعة من مادة كيميائية. خلال الساعات القادمة ستشعر بخلل في أعضائك التناسلية. وهذه هي اللحظة التي يجب أن تفكر فيما قمت به وأن تتوقف عن هذا السلوك في المستقبل!"
وأخيرا سؤالي من هو الرجل الذي لم يتحرش أبدا بالمرأة ؟







رؤى البازركان



تعليقات عن الموضوع من المواقع
عدنان طعمة الشطري
الاخت رؤى التحرش الشرقي اشكالية مزمنه جديرة بالاستقراء .. مودتي
شبعاد جبار
لي تعليق مشابه حول خطاب مفتي استراليا السابق الذي قال اذا كان اللحم مكشوفا فسوف يتراكم عليه الذباب وهو بهذا يشير بذلك الى جنس الرجال اللذين لايضبطون انفسهم عندما يجدوا المراة قد ابدت مفاتنها والذي حصل انه بعد عدة اسابيع انطلقت موجة سعار جنسي في القاهرة وكان ان هوجمت فتيات محجبات ونزعوا عنهن الحجاب وتعرضن لتحرش جنسي مما ابطل ادعاؤه..الرجال لايريدوا ان يتحملوا جزءا من المسؤلية فيلقون باللوم دائما على المراة وهم اصحاب القرار في كل شي واصحاب الفتاوي واصحاب التفاسير فمن غير المعقول ان يشيروا الى ضعف فيهم وهو في الحقيقة ليس ضعفا وانما نتاج سلوكيات مجتمعية خاطئة والدليل ان النساء شبه عاريات في اوروبا لكن اولادنا وشبابنا لعربي بعد ان يستقر به المطاف لاتعدهذه الا مور تهمه او تشغله ولاينظر اليها بغير النظرة الطبيعية.شكرا لك ولمواضيعك المهمة والجريئةمحبتي
اسماء محمد مصطفى
تحية للغالية رؤىقرأت الموضوع وساقرأه مرة اخرىعقدة التسلط تقف وراء التحرش حتى المحتشمة تتعرض للتحرش حتى العجوز تتعرض للتحرشاذن المسألة هي تحكم الغرائز بالبعض ومع ذلك تجدين هذا البعض يتبجح ويقول ان الرجل اقوى من المراة .. كيف هو اقوى اذا كان يضعف امام حيوانية الغريزة انه رأي للنقاش بعيدا عن الانحيازات والمفاهيم المتوارثة التي يتكئ عليها بعض الذكور في نظرتهم للمراة
سلام نوري
رائعة رؤى اذ اجتمعت الاراء كلها في موضوعك المهملتكون الحصيلة النهائية مجموعة القناعات والتوصل الى الحلول من خلالها صباحك سكر
زاهد الشرقى
اولا السلام والرحمه والصحه والعافيه سيدتي الفاضله اعجبني مقالك والطريقه الرائعه في شرح معنى التحرش الذي مع الاسف هو افه ومخلفات لمجتمع عربي تعود على كل شيء من الامور التى حان الوقت للقضاء في عليها واعطاء المرأة الدور الريادي والعمل وحريه القرار والمساواة في عالم مع الاسف طغت عليه كل الامور والسلبيات ولعل ابرزها تجارة الاديان من فتاوى تحارب المرأة وكانها كائن غريب تحياتي والى عالم نجد فيه المرأة في مكانها وحياتها الصحيحه

الأحد، 21 ديسمبر 2008

مشهد من واقع المرأة العراقية لخمس سنوات من الاحتلال


خمس سنوات من الاحتلال تعرض الكثير من العراقين للقتل والتهديد والتهجير.. من الانسان البسيط والكادح الى الاكاديمين والعلماء.. المرأة والرجل تساوا في هذا الظلم .. استشف حقيقة خلخلة المجتمع العراقي المترابط وتفكيك العائلة العراقية التي اساسها التنوع في المذاهب والقوميات .. لكن صورة المرأة العراقية التي هي هويتها بين نساء العالم غابت عن العين .. وبات واقع المرأة العراقية اليوم في ظل الاحتلال يجسد هجمة كبيرة للفكر الذكوري المتظخم المتعصب لذكوريته.. وفرض الفتاوى المتشددة بقصد اقصاء دورها كأمرأة واعية وترويعها وتخويفها لتكون امرأة من عصر الجاهلية لاتفقه شيء عن حقوقها ودورها.. تشير كل التقارير الدولية الصادرة عن اوضاع العراق منذ خمسة سنوات للاحتلال على ان المرأة العراقية هي اولى ضحايا هذا الاحتلال.. وان هذه السنوات الخمس هي اسوء مرحلة تاريخية مرت بها المرأة العراقية.. فاجندة الاحتلال هدفها اشعال الطائفية في العراق ولاتهتم للمرأة او الرجل و تحقيق مصالحها قبل احلال حقوق الانسان التي تدعيها وانها جاءت للتحرير من الدكتاتورية.. فغياب الامن والقانون وهيمنة العنف المسلح والعنف الطائفي وسيطرة الجماعات التكفيرية والجماعات المتشددة وصراع السياسين وتنافسهم للحصول على كراسي المناصب .. كل هذه المشاهد التي تعمها الفوضى المنظمة عرض المرأة العراقية لمختلف الانتهاكات التي ارجعتها العهود المظلمة متناسية انجازاتها وجعلتها حبيسة البيت..فمن وئد البنات هذه الجريمة التي حرمها الدين الاسلامي و رفع مكانة المرأة من الجاهلية الى نور الاسلام وتحقيق انسانيتها على صعيد المجتمعات الاسلامية والعربية.. عادت المرأة العراقية اليوم تعيش الوئد نفسه في عصر الديمقراطية .. لاقانون يردع ولاجهة امنية تحمي .. خمس سنوات نشهد انتهاكات مخيفة اختطاف واغتصاب والقتل .. تحت ذرائع مختلفة جعلت المرأة تدفع حياتها ثمن لذلك .. اسهل هذه الذرائع ان المرأة المقتولة كانت سيئة السمعة.. و نساء قتلن بسبب الثأر من رجال العائلة.. او للانتقام منهن لانهن كانوا بعثيات او كان لهن منصب في الحكومة السابقة.. واخريات دفعن الثمن نتيجة عدم الانصياع لقوانين دينية محدثة.. او نساء يحملن وعي وفكر منفتح ...هذه الجرائم طالت نساء من حملة الشهادات العليا العلمية والاكادمية.. ايظا ناشطات .. اعلاميات .. صحفيات.. تربويات .. حقوقيات.. اعلاميات.. وطالبات.. ليس فقط قتلهن في الشارع وانما قتلن داخل بيوتهن .. لم يصرح عن اسماء النساء او هوياتهن غلفت الجرائم بالغموض لتوصم المرأة بالعار وتشويه سمعهتا حتى بعد موتها.. اما من الظواهر الخطيرة التي لم نسمع عنها سابقا هي رجم الفتاة دعاء من الطائفة اليزيدية رجمت حتى الموت على مرأى من الناس وبايدي افراد من عائلتها بدافع غسل العار.. لم تتحرك الشرطة او الحكومة لايقاف هذه الجريمة .. هذا الصمت يعلن عن تواطئ الفكر الذكوري وهيمنته على واقع المجتمع العراقي مع اجندة الاحتلال .. لم نسمع او نقرأ عن حادثة في تاريخ العرا ق تحكي عن رجم امرأة .. ولم تحدث مثل هذه الجرائم البشعة في المجتمعات التي شهدت التغير مثلما حدث للمرأة العراقية كل هذا الرعب الدائر والتهديد والانتقام ادى الى فقدان المرأة العراقية الكثيرمن حقوقها .. غيبت واقصيت وهمشت.. وهذا ما يعني ارجاعها الى الخلف بتنميط دورها في الحياة وارغامها بعدم المشاركة في بناء المجتمع والتنمية.. وابعادها عن الدور السياسي الذي تطمح اليه في ايصال صوتها وفرض قراراتها على الدولة.فحقيقة الفكر الذكوري المهيمن على المجتمع العراقي يرفض اعتبار المرأة انسان كامل .. ويريد المرأة تابعة قابعة في البيت أمية ضعيفة منكسرة.. ويخشى حضورها وتفوقها.. فهل سيستمر هذا الواقع الى اشعار اخر..وهل ترضى النساء العراقيات التسليم بهذا الواقع. وهذا ليس كل الواقع وانما هو مشهد واحد من الواقع.




رؤى البازركان

الرابط : http://www.ahewar.org/m.asp?i=2214
Related Posts Plugin for WordPress, Blogger...