السبت، 6 ديسمبر 2008

التحرش الجنسي بالمرأة


حلقة برنامج لعبة الحياة (التحرش الجنسي بالمرأة) ضيفة الحلقة الدكتورة سحر الموجي أستاذة الادب الانكليزي والناشطة في حقوق المرأة





التحرش الجنسي بالمرأة


من أين يستمد الرجل مشروعية فعل التحرش بالمرأة ؟

ولماذا تبقي المرأة تعرضها للتحرش سرا لا تبوح به ؟


تتعرض النساء في أغلب دول العالم الى ظاهرة التحرش الجنسي .. الذي يعتبر من أنواع العنف المقصود والموجه ضد المرأة ويصل في أحيان كثيرة الى جريمة الإغتصاب.
ويقصد بالتحرش الجنسي أي سلوك تطفلي مضمونه جنسي يجعل المرأة مهددة في أمنها وسلامتها بدنيا ونفسيا تحت الضغط دون رغبتها من شخص تعرفه أو لاتعرفه. لكن في عالمنا العربي الذي تغلبت فيه الخطب بالمثل العليا دون تطبيقها والواقع هو لاأخلاق فلا قانون يردع أو يعاقب المتحرش ,هل منكم من يؤكد انه شاهد أو سمع امرأة تصرخ في مكان ما نتيجة تعرضها للتحرش؟ وكم منكم من راح يدافع عن امرأة تطلب حمايتها من متحرش؟ وفي دراسة أعدها المركز المصري لحقوق المرأة تضمنت رصد أشكال متعددة من التحرش مثل البصبصة بعيون وقحة والتلفظ بالكلمات الجنسية البذيئة وترديد صفات تشير الى مفاتن المرأة والتغزل بها أو التصفير والملاحقة وتصل نسبة هذا النوع من التحرش الى 38% .. ويتطاول المتحرش الى لمس مناطق من جسم المرأة وخدش حيائها وكانت نسبة هذا التحرش 40% وأما المتحرشون المرضى نفسيا الذين يقومون بكشف أعضاءهم التناسلية بوجه النساء في الشارع كانت بنسبة 15% ومن حالات التحرش القديمة الحديثة الإتصالات التلفونية المزعجة والمتكررة في أوقات متأخرة من الليل والتلفظ بعبارات غير مهذبة وتوجيه إتهامات كاذبة كانت نسبتها 28% .. وفي العمل يأخذ التحرش الجنسي شكل آخر من الضغوط والتجاوزات التي تقلق المرأة كتكرار دعوتها للخروج أو فرض إيصالها لسكنها لتكون طوع الرجل وهذا التحرش نادرا ما تبوح به المرأة خوفا من فقدان الوظيفة وتكون المرأة مع الأسف أسيرة الحاجة في مجتمعات تعتبر حاجة إنسانها نوع من سياسة الإخضاع .. وأفعال التحرش المقصودة واللاأخلاقية هذه شائعة في مجتمعاتنا العربية ومنتشرة في الأماكن العام


من أين يستمد الرجل مشروعية فعل التحرش بالمرأة ؟
وهل التحرش بالمرأة صفة ذكورية؟

غالبا ما نسمع تكرار وجهة نظر الرجال على أن المرأة هي التي تساهم في تعزيز تعرضها للتحرش.. مبررا ذلك إرتدائها الملابس الغير لائقة أو سلوكها الغير منضبط الى إختلاطها بالرجال .. ويصرح الغالبية منهم بصوت عالي إنكن تغالين بالموضوع لآن المرأة تفرح بالمعاكسات وحتى تطالب بها وإن لم تفصح عن ذلك !!!! .
كل هذه المبررات لفعل فيه إهانة وإنتهاك لإنسانية المرأة وإن لم تعي هي ذلك .. فالرجال يتعاضدون في هذه القضايا لكي يستمروا في أفعالهم اللاأخلاقية تجاه النساء وإن زاد وعي المرأة بحقوقها وساندها القانون فبمن سيتحرش الرجال !!! فالمتراكم من المفاهيم في اللاوعي المجتمعي الذكوري عن جسد المرأة بإعتباره مصدر الغواية والدنس وهو أداة للمتعة والملكية الخاصة يفعل فيه الرجل ما يشاء , من هنا إذن كان فعل التحرش هو نتيجة متوقعة وحتمية في ظل هذه البيئة التي تكرس هذه المفاهيم الخاطئة.
اما الجانب النفسي لشخصية المتحرش نتعرف عليه من أستاذ الطب النفسي في جامعة الأزهر الدكتور هاشم بحري فيقول هو شخص غير منضبط نفسيا و يعاني من إضطرابات جنسية مترسبة من الطفولة .. لأسباب متعددة منها التنشئة في بيئة منحرفة أخلاقيا تكون نظرة الرجل لأمه الغير محترمة في المجتمع تشكل شخصيته المدمرة والمنتقمة من المرأة فيعمم صورة العقدة الراسخة في الذهن التي ترافقه ضد النساء .. وسبب آخر هو علاقة الأم والأب وما تحمل من عنف وتسلط وعدم إحترام لأن للتربية أهمية في صقل الشخصية الايجابية والمتوازنة للانسان .. وسبب آخر هو تعرض الرجل في طفولته لإعتداء أو تحرش جنسي .. بالإضافة الى الكبت الجنسي وعدم الإشباع النفسي والعاطفي يجعل من بعض الأشخاص منفلتين في سلوكهم الغريزي وإحتكاكهم الجسدي بالنساء يكون كتعويض عن النقص الداخلي عندهم, من كل هذه الأسباب وغيرها يأخذ التطاول الذكوري القبيح تجاه المرأة في أفعال تحرشية تشعره بتفوقه الذكوري المزعوم بإعتبار المرأة الكائن الأدنى والأضعف.. ومن هنا ساد الإعتراض في مجتمعاتنا على عمل المرأة من قبل الأب أو الأخ لأن في الغالب إما أن يكون هو متحرش أو إنه شاهد على التحرش.


لكن لماذا تبقي المرأة تعرضها للتحرش سرا تفضل أن لا تبوح به ؟
هل هي راضية فعلا ؟ ولاتشعر بأنوثتها الإ من خلال التحرش؟



فلمرأة التي ترضى بالتحرش هي ايضا شخصية تعاني من عدم التوازن النفسي ولاتمثل إلانفسها ....... فواقع المرأة العربية يشير الى إنها لا تستطيع إثبات واقعة التحرش وتخشى( التكذيب) والفضيحة وتشويه السمعة؟ وإذا ما لقنت المرأة المتحرش درسا بلي ذراعه إتهمت هي بالتحرش به فغالبا ما يلقى اللوم عليها من قبل المتحرش و المجتمع وحتى ردة فعل العائلة تكون في بعض الأحيان عقابها كحرمانها من الدراسة أو العمل ..وبهذا إزداد تكريس مفهوم المرأة كائن جنسي متحرك .. وتسجل المحاكم قضايا طلاق تمت بحق المرأة لأنها أرادت أن تدافع عن نفسها وإستنجدت بالزوج لحمايتها لكن قضيتها لم تنصف وقوبلت بالرفض ثم الطلاق وإعتبرت مصدر للعار وتشويه السمعة .. فهذا ما تحصده المرأة العربية حين تدافع عن نفسها وتصرح بما تتعرض له من تحرش .. وفي مجتمعاتنا العربية قلما نهتم أو حتى نفكر بالجانب النفسي وما تسببه صدمة التحرش من آثار سلبية على شخصية المرأة أقلها فقدان الثقة بنفسها وبالآخرين وإهانة جسدها الذي تعرضت بسببه للتحرش.
تقول الدكتورة سحر الموجي أستاذة الأدب الأنكليزي في جامعة القاهرة والناشطة في حقوق المرأة , إن التحرش الجنسي يشكل اليوم ظاهرة تحاصر المرأة من جميع الجهات ولايمكن السكوت عنها .. وهذا الفعل السيء مرتبط بطبيعة حدود العلاقة بين الرجل والمرأة أي بين الأقوى والأضعف.. الطالب يتحرش بزميلته والموظف بشريكته في العمل والمدير يضغط على موظفاته بالإستجابة لنزواته ..وحتى العامل يلاحق بنظراته النساء دون خجل ولم تنجوا من التحرش لا النساء المحتشمات والمحجبات ولا حتى كبيرات السن مما أصبحت ظاهرة التحرش عقبة أساسية أمام سلامة النساء ومشاركتهم في الحياة العامة .. خاصة إن المجتمع يعاني من البطالة، الفقر، الفراغ الأخلاقي وإزدواجية المعايير.. وأضافت أن نتيجة لتفاقم هذه الظاهرة وبسبب الصمت الطويل بدء الإهتمام الجاد من قبل المنظمات النسوية بإقامة حملات توعية بموضوع التحرش الجنسي للنساء والرجال على حد سواء وإصدار بيانات صحفية مناهضة لظاهرة التحرش الجنسي وتشجيع النساء بالإبلاغ عن واقعة التحرش وعدم الخوف من الفضيحة .. وقد طالب المئات من النساء المصريات بتشريع قانوني يجرم التحرش الجنسي ووقعن على وثيقة تطالب بذلك ..وقد تبني المركز المصري لحقوق المرأة هذه المطالبة ضمن حملته "شارع آمن للجميع" .. وكان من المفترض أن تقوم مؤسسات الدولة الأمنية بدور حماية النساء لوضع حد لمعاناتهم .

رؤى البازركان

الرابط :http://www.alnoor.se/author.asp?id=1318
تعليقات عن الموضوع من المواقع
أتفق معك فى القهر الذى تقع تحت طائلته المرأة. إن حلقة الجور الذى تطوق بنات حواء ما هى إلا الحلقة الأكثر ضيقاًفى منظومة التسلط الشاملة التى تضرب بأسوارها حول الجميع.ففى إعتقادى بأن هذه الممارسات التسلطية هى أشبه بالسلسة الغذائية و التى يكون فيها المفترسات فى رأس السلسلة و تكون أقل عدداً , و تكون الكائنات الأضعف هى الأكثر عدداً و الأكثر تضرراً.تقع المرأة و الطفل الآن فى ذيل سلسلة التسلط الطويلة, فالقهر يكون واقعاًعليهم بكل أنواعه , سياسياً و إجتماعياً و دينياً و تسلط على أساس العرق و الجندر.أعلن تضامنى مع المرأة فى نيل كل الحرية و التى هى يجب أن تكون جزءً من مشروع التغيير و التنوير الذى ينتظم العالم.
القاضي عبد كاظم جاسم الزيدي
ان القوانين التي تعالج موضوع التحرش الجنسي موجودة ولكن يجب تفعيلها فقانون العقوبات العراقي\ يعاقب على جريمة التحرش وجريمة هتك العرض ولكن ليس هناك وعي باقامة الشكوى الجزائية لياخذ القانون دورة الفاعل في تحقيق العدالة ومعاقبة المسئين لان من امن العقاب اساء الادب وبالتالي يجب احترام القانون وان يتعزز الوعي القانوني وان تشيع الثقافة القانونية في المجتمع فلاسبيل لرقي اي مجتمع الا باحترام وتطبيق القانون
د فلاح محمد حافظ
الاستاذة بازركان....شكراً ان طرح مثل هكذا مواضيع يساهم في تحديد هويه المجتمع والتعاليم السائدة فيه فنحن غير منزهين وانما امراض كثير تفتك بني ولانزال نعتقد اننا الافضلولو اشار كل واحداً منا الى الكوارث الاجتماعيه في بلداننا....ستجدونها كوارث ستؤدي بنا الى الهاويهانظروا الى القتل من اجل غسل العارانظرو الى زواج الكصه بكصهانظرو الى زواج الولدان المنتشر في الخليجانظروا الى الزواج المبكر للبنات والشباب حتى قبل ان يعرفون كيف يؤمنون رزفهم اليوميانظرو الى افه الاميه انظرو الى انتشار ظاهرة التنجيم التى احياناً تتبناها تلفزيونات رسميه في الدولهوكلما تتبحرون ستجدون لدينا امراض اجتماعيه كثيرةوشكراً للسيدة بزركان
عدنان طعمة الشطري
الاخت رؤى ان ظاهرة التحرش الجنسي هي موجوده في جميع مجتمعات الارض لكنها بنسب متفاوته .. وتتفاقم هذه الظاهره في مجتمعاتنا الشرقية المكبونه نتيجة الكبت والحرمان وقمع الغرائز البشرية بشكل قهري وتراكمات التقاليد الباليه بين المجتمعات الذكروية والمجتمعات الانوثية .. واعطيك مثال بان اذا كان شخص جائع للغاية وعرضت امامه مائده شهية جدا فيها جميع اصناف الفواكه والماكولات , ولما حاول هذا الشخص ان يبدا بالطعام منعته فماذا تتوقعين ان يكون رد فعله ؟؟؟؟وهذا المثل ينسحب على الشباب الشرقي الجائع جنسيا والذي تتلمسن جوعه هذا لما يصلوا الى بلدان مفتوحه كالبلدان الاوربيه فانهم يطلقون هذه الغريزة الى الريح لتسيح كما تشاء دون رادع او وازعمع الود
الكاتب والصحفي عزيز البزوني
كل امراة تتعرض الىالتحرش من قبل الشباب المراهقين هو دليل على وجود ضعف في تلك المراة التي تعرضت وهذا الضعف يكمن في اظهار ملامح واجزاء من جسمها وقضيةالمكياج له دخل في المسالةايضاًوهنالك حالات نراها وهو تقبل تلك الفتاة وغيرها او احيانا تقبل بامر التحرش او انها تسيروهي تثير النظر الى الشباب
فائز حداد
تبقين كبيرة في منجزك الفني والكتابي أخت رؤى وكما عرفتك وعهدنك سابقا ، شجاعةصادقة في الرأي والابداعومجتهدة ومجاهدة ضد الظواهر المتخلفة .. دمت لنا ولوطنكابية وشامخة كنخلة عراقية تشق وجه الريح
احمد الكردي - شبكة الاعلام العراقي
اخت رؤى السلام عليكموكل عام وانت بالف خير شكرا لك على هذا الموضوع الرائع واتمنى منك المزيد بطرح مواضيع اجتماعية...
علي فاهم
موضوع مهم و لكن الا تتحمل المرأة نفسها المبادرة و المسؤولية فعندما تعرض المرأة مفاتنها تجد هناك من يتحرش بها فمن يفتح باب داره يجد من يلج فيها .
سلام نوري
شكرا سيدتي على موضوعك الجميلاتعرفين رؤىفي العراق حصرا وفي مدينتي لم تسجل حالة تعرض او تحرش جنسي ابداوها نحن نقرأ عن حالات في مدن اخرى واعتقد ان البيئة عامل اساسي في اظهار مثل هذه الافعال القبيحة والتربية المنحرفهقبل ايام قرأت موضوعا في بلد عربي خليجي ثمة نساء يعرضن مفاتنهن على شباب وبالتالي سرقتهم او التعرض اليهم من خلال شبكة من النساء يديرها متخصصون بالعنف واعتقد مثل هذه الظاهرة نفسية والا لماذا يلجأ هؤلاء الى اختراق المألوف وهناك حالات اخرى احدهم ومن على شبكة الانترنت وهو من المثليين وفي نفس البلد الخليجي يدعي انه امرأة ويسكن في فندق فاخر ويدعو عبر النت الى مرافقته اليس هذا اتجاه اخر لوضع الشواذ اذن حتى مسألة التحرش الجنسي تبقى محصورة بالشواذ فقطالست معيشكرا لروعة موضوعك الذي يحتمل الكثير من المداخلات
الهام زكي خابط
المطالبه بقانون يجرم التحرش الجنسي هو الحل الوحيد للقضاء عليه او الحد منه وهذا اضعف الايمان.وهذا القانون موجود في السويد لهذا فان المرأة لاتتعرض لهذه التحرشات الجنسيه الا في حاله خروجها في الليل وتكون في حاله سكر مثلا مما يشجع الرجل على التحرش بها وبهذه الحاله لا يستطيع القانون ان يحميها ورغم ذلك لو قدمت بلاغ بالواقعه فان المتحرش يزج في السجن .حيث ان اغلب القوانين السويديه وضعت لحماية المرأة من اي ظلم او اضطهاد تتعرض اليه من قبل الرجل.القانون هو الوحيد القادر على حمايه المراة تحياتي
سجاد سيد كاظم
احسنت استاذة رؤى وحقيقة موضوع جريء ولم نجد امراة مثلك تطرح هذا الموضوع انا احيي شجاعتك وقوة شخصيتك واخشى ما اخشاه ان تصل هذه الظاهره الى العراق جراء العولمه وغيرها شكرا جزيلا وموضوع هادف ورائع
ة كالشارع والمواصلات بالإضافة الى تفاقمها في أماكن العمل والجامعات وصولا الى البيت .. ولهذا كان وما يزال يخشى على المرأة الخروج أو السير وحيدة فالخوف والقلق مرافق لنا نتيجة عدم وجود أمان وحقوق للإنسان في الشارع مما يسهل القيام بفعل التحرش لآن الضمائر غافية في سبات عميق.
Related Posts Plugin for WordPress, Blogger...