السبت، 27 سبتمبر 2008

وكالة أنباء الشعر العربي تحاور رؤى البازركان



في حوار أجرته الوكالة مع رؤى البازركان الكاتبة والإعلامية والفنانة العراقية: لازلنا كمجتمعات عربية نخضع للموروث و نعاني ازدواجية بما هو مترسخ وما هو مستحدث

بين ثيمات متعددة من لغة البوح ترتسم رؤى البارزكان مسارها الإبداعي عبر ما تجترحه من تقانات تقوم على رؤية تناقش كل ماهو مختلف ويستدعي الانتباه، فما بين الكتابة والإعلام والفن التشكيلي وقضايا المجتمع علاقات تسعى الى تجسيدها وابرازها للمتلقي بما يتناظم ورقي التذوق الذي يستدعيه راهن الثقافة وصولا إلى لحظة الدهشة،
رؤى البازركان الكاتبة والإعلامية والفنانة العراقية كانت ضيفة الوكالة عبر مسافة من البوح إبتدأناها من هنا:

- تشتغلين ضمن ميدان الإعلام المرئي ماهي ملامح القناة المميزة وفق رؤيتك المستندة على علمية وعملية التعاطي؟
القناة المنوعة ببرامجها والتي تعطي الفئات العمرية المختلفة بضمن برامجها و اهتمامها وتمد أيضا ببرامج توائم الشرائح المختلفة فكريا بتطلعاتهم وهمومهم هي التي تستقطب اكبر عدد من المشاهدين.

- هل استطاع الإعلام المرئي أن يسهم في ابتناء ذائقة حضارية تتعاطى من المنتج الجديد بعقلانية ورقي أم مازال قاصرا عن مناقشة الثبات المتوارث؟
لازلنا كمجتمعات عربية نخضع للموروث و نعاني ازدواجية بما هو مترسخ وما هو مستحدث.. ونتراشق الاتهامات بين ما نظهره وما نخفيه.. ومن جهة ثانية كل إعلام مرئي عربي يعتبر شاشته الأصدق والانجح فما بالك بالإعلام العراقي الذي يتلاهث في تسابق مع الإعلام العربي الذي سبقه سنوات بعد أ
ن كان العراق معزولا عن الفضائيات .. ونبقى كعراقيين نصرخ بالمعاناة وندعي أن هناك من يتسلط على حريتنا وسنبقى هكذا دون عقلانية إلا إذا اتخذنا منهجا غير مقلد ومستنسخ يعطينا هويتنا المفقودة.

- هل صحيح أن رأسمالية المؤسسة الإعلامية هي من يقرر الخطاب الثقافي الراهن بما يسهم في تنمية قدراتها الإستثمارية دون الإلتفات إلى المنظومة القيمية لثقافة المجتمع المتأصلة؟لازلت أصر كمجتمعات عربية نخضع لصاحب رأس المال ومن خلفه ومن والاه في تقرير الخطاب الثقافي والسياسي والديني ..والقنوات العراقية ممولوها يعانون نقص رأس المال إلا إذا مدحوا هذا أو ذموا ذاك لذلك الإعلام في العراق يحتاج إلى نقلة كبيرة لان كل قناة تزعم أنها قناة العراقيين حتى وان كان ممولها غير عراقي.

- على امتداد ما نقلته عبر الشاشة وعبر الورقة بوصفك/ كاتبة ، ما الموضوعة التي تمنت " رؤى البازركان" الغوص فيها ولم يتأت لها ذلك؟
قضايا المجتمع الشائكة والإشكالات الاجتماعية والنفسية هي همي الأول بتسليط الضوء عليها وكشفها باطاحة اللثام عن خباياها.. قضايا توجع المرأة والرجل.. وهذا الجانب الاجتماعي النفسي والإنساني الخوض في أعماقه لا ينتهي فكل يوم قضية قديمة جديدة تقتحم حياتنا.
- أعلم أن من بديهيات ( المحاور ) الناجح أن يقوم بالإعداد المسبق للإحاطة بامتدادات الموضوع ومعرفيات الضيف ( المحاوَر )، من الضيف الذي شاكست معرفياته كل التحضيرات والإعدادات وبصراحة أعهدها فيك ؟
لم تكن عندي مشكلة مع معرفيات الضيوف لأني اختار المختص المناسب للقضية المطروحة في البرنامج .. لكن بصراحة صادفني احد الضيوف الذي لم تكن استضافته بدراية مني ولم يكن لديه معرفيات فأنا كنت المحاور والمجيب في آن.

- لرؤى البازركان اشتغالات في ميدان الكتابة، ترى هل هي محاولة لتحرير البوح الذي تقيده صرامة الشاشة، أم هو اجتراح تدعيمي لنشاطك الإعلامي؟
لا صدقني وبصراحة، ا
لبوح عبر الشاشة ممتع أنا كسرت حدوده وصرامته مما حقق برنامجا منفردا ليس على الصعيد العراقي وإنما على الصعيد العربي ولاني لم أقلد الآخرين، وفي قناة البغدادية عندي مساحة كبيرة من الحرية ولم أقيد أو يفرض علي كيف أناقش القضايا بل بالعكس كنت أتلقى الدعم الكبير لان أناقش بجرأة وصراحة دون خوف أو خجل.. أما الكتابة فهي تعد توثيقا لقضايا أناقشها في البرنامج فهي توثيق لجهودي في الإعداد والحوار خوفا من أعداء النجاح الذين يسرقون أحلامنا وإبداعنا وينسبوه إلى أنفسهم.

- مجتمعيا تقع العلاقة بين الرجل والمرأة في مساحة تصالحيه من حيث أنهما يكملان بعضهما البعض، برأيك ما المقومات التي تسهم في إنجاح هذه العلاقة؟
العلاقة بين المرأة والرجل أراها تخاصما وليس تصالحا، أراها في تأزم وليس إلى تكامل لغلبة النفعية والمادية وأصبحت هي المقومات الداعمة لقسوة مشاهد الحياة وانعكاسها على سلوكيات وأفعال أفراد المجتمع وبالتالي نشهد تحولات تفكك خطيرة في الأسرة والمجتمع.

- أنت متخصصة في الفن التشكيلي الذي يعد تقانة تقوم على محاكاة الفكرة بالترميز الدلالي، إلى أي مدى انعكس ذلك على اشتغالاتك الأخرى وكيف يتأتى لك الإفلات من فخ الغموض الذي يقرره الفن التشكيلي بالضرورة؟


انا لازلت اعتبر رسوماتي هي بوح اخر لشحنات تتجمع داخلي وتفيض ملونة لتكون لوحة فيها مكنونات داخلية ولذلك لم اخضع لما هو مطروح من نقد أو تنظير لآراء تعبر عن نفسها فصدق الأداء هو ما يترسخ في ذاكرة المتلقي.

- لو خيّرت بين ريشة الرسم وقلم الكتابة، أيهما تختارين ولماذا ؟
الهواء والماء لا استغني عنهما والريشة والقلم الواحد يكمل الآخر فهما في تصالح معي

- بمحبة تقول لك وكالة أنباء الشعر العربي دمت لوحة مبدعة تتنفس عبق الكلمة فماذا تقولين في ختام رحلة البوح هذه؟
للبوح ايجابيات عميقة يحررنا من السلبيات ويداوي جراحنا ويقربنا من الآخر .. شكرا للكلمة شكرا للقلم شكرا لوكالة انباء الشعر العربي شكرا


أجرى الحوار: عمر عناز

الرابط : http://www.alapn.com/index.php?mod=article&cat=Interviews&article=4721
Related Posts Plugin for WordPress, Blogger...