الثلاثاء، 14 أكتوبر 2008

شرف وعذرية المرأة لعبة بيد الرجل

حلقة برنامج لعبة الحياة: شرف وعذرية المرأة لعبة بيد الرجل مع الاديبة الدكتورة منى حلمي ومداخلة مع الاعلامية الاء الجبوري


الكثير من الاشكاليات الازدواجية التي تعاني منها مجتمعاتنا العربية بين المرأة والرجل وتخضع هذه الاشكاليات لمأزق في فهمها وتطبيقها على حساب الطرف الاخر وغالبا ماتكون على حساب المرأة كما يؤكد الناشطون في حقوق الانسان وقضايا المرأة.. فمن هذه الاشكاليات مفهوم الشرف كيف يفهم في مجتمعاتنا تجاه المرأة بخلاف ما يفهم تجاه الرجل.. فمن تغيب عقل المرأة واختصارها بالجسد الى اختزال شرفها بالعذرية... حيث لازالت المجتمعات العربية يخضع الزواج فيها لتقاليد وطقوس يمارس فيها تقديم الدليل المادي لشرف المرأة بمنديل يحمله الزوج فيه قطرات الدم ليثبت طهارتها وبرائتها للشهود من العائلة والجيران المتسمرين والمنتظرين خروج الشرف من الباب. اي ان ليلة الدخلة هي امتحان للمرأة دون الرجل فالمعاير الاخلاقية في مجتمعاتنا تفرق بغباء بين المرأة والرجل وتعتبر جسد المرأة هو ملك للزوج والعائلة والعشيرة وشرف المرأة مرهون بالجزء السفلي.. هذا ما اكدته الروائية زكية خيرهم في برنامج لعبة الحياة موضحة كيف انها واجهت الرجم بكل انواع الحجارة واتهمت بالفكر الغربي الداعي الى التحرر والانحلال بعد نشر روايتها نهاية سري الخطير.. ولكن هناك الكثير من الحالات لاتظهر فيها قطرات الدم هذه فتقع المقصلة على رقاب النساء دون فهم علمي للعذرية .. في مجتمع لا يحترم الجسد ولا الذات بينما تمارس فيه عمليات الترقيع بمنتهى الفضيلة بدراهم قليلة بعد ان اجازها رجال الدين.. لتقول المرأة هاكم دليل شرفي هذا ما تريدون؟ فيبارك المجتمع شرفها المصان.. فيما اوضحت الدكتورة هبة قطب استشارية العلاقة الزوجية والجنسية الجانب الطبي والتشريحي لما يعرف بغشاء البكارة فقالت: يتكون هذا الغشاء اثناء الالتحام الجنيني بين طبقتين من الخلايا والاعصاب والاحشاء وهو على سبعة انواع نوعان فقط تنزف في اول لقاء بين الزوجين وباقي الانواع لاتنزف ومنها لاينفظ الابعد ولادة المرأة واكدت ان 30% من النساء يولدون دون هذا الغشاء, ولا يوجد نص قرآني ولاحديث في السنة يشير الى ان العذرية للفتاة الباكر مرهونة بهذا الغشاء ولم يرد حتى مصطلح غشاء البكارة في الثقافة الاسلامية, وقالت انها عادات افريقية قديمة بنزوح الثقافات ادى انتشارها في مجتمعاتنا وان التمسك بها دلالة على الجهل العلمي بمفهوم هذا الغشاء .. فهل يعني ان 30% من النساء غير شريفات لانهن ولدن بدون هذا الغشاء ؟ ام مجتمعاتنا لاتعترف بالطب والتشريح ؟ فكم من امرأة قتلت ليلة عرسها ليكتشف في الطب العدلي انها عذراء لكن الجهل احالها الى جشة ملعونة , وكم من زوجة طلقت بسبب الشك بعذريتها وعاشت عار تجر خيباتها من هذا الجهل لتكون مومس بجدارة في مجتمع فاقت معايره المتناقضة الى جحيم يحرق الاخضر باليابس..
اما الاعلامية آلاء الجبوري اوضحت في مداخلتها عن مفهوم الشرف فقالت على مدى عقود طويلة بقى شرف المرأة ورقة رابحة بيد الرجل من اجل مصالح سياسية واقتصادية فمن العصر السومري بدأ قتل النساء حيث ان السومريين الذين كانوا يعيشون عيشة رغيدة من زراعة الرز الذي كان خبزهم وصيد السمك والطيور والحيوانات الداجنة والمياه العذبة في منطقة الأهوار ألأمر الذي أدى الى زيادة سريعة في عدد السكان ولكي يبقى الغذاء كافيا وفيرا فكان لابد من تحديد عدد السكان ولم يجد الرجل السومري غير المرأة السومرية لتدفع ثمن بقاء الغذاء وفيرا كافيا لهم, فإبتكروا وأد البنات لتدفع المرأة السومرية حياتها ثمنا لبقاء غيرها , وفي الجزيرة العربية حيث البيئة الصحراوية المعروفة بشحة عطائها مارس الرجل مافعله السومريون ولكن برروا فعلهم هذا من أجل صيانة شرف القبيلة والخوف من العار والسبب الحقيقي هو إقتصادي وليس أخلاقي, فيما تضيف الاء الجبوري مدافعة عن الدين الاسلامي الذي حرر الجواري والاماء من سجن المتعة ليأتي رجال الدين بتفسيراتهم وتشريعاتهم التي فيها تشويه لوضع المرأة المسلمة بإعطاء صيغة شرعية للزواج باسماء مختلفة مثل المسيار والمتعة والعرفي دون ضمانات للمرأة وهذه التسميات لم تكن الا تنفيس عن شهوات الذئاب البشرية من الرجال.
كما تحدثت الاديبة الدكتورة منى حلمي التي ترى ان قيم فاسدة تسير مجتمعاتنا تبيح الانحلال والاباحية بممارسات الخفاء التمظهر بالعفة والشرف والتميز بين الرجل والمرأة بقوانين لم تشارك الشعوب بوضعها بل وضعت حسب اهواء الثقافة الذكورية المتضخمة, بقصاص المرأة دون الرجل.. و ترى ان زيادة انتشار جرائم الشرف الشرسة تجاه المرأة هو نتيجة حتمية بازدياد النعرات الدينية المتطرفة وخطابها الاخلاقي الذي يحمل في مضمونه الارهاب الداعي الى دونية المرأة وانها لم تخلق الا للبيت والخدمة وتغطيتها فرض لانها عورة تثير الغريزة الذكورية ولانعلم اي معاير لشرف او عذرية الرجل وهذا متأثر طرديا مع النظام الطبقي الابوي المتسلط على العالم بسماته العدوانية والدموية وآلته العسكرية مبرر الحروب بالاحتلال والقتل. وترى ان شرف الانسان امرأة او رجل يكمن في الحرية اي ان الانسان الحر هو الذي يولد القيم النبيلة ويكون الشخصية السوية القادرة على التميز الصائب بمقاومة جميع الموروثات المتخلفة بازدواجية معايرها التي داست على كرامة وعقل الانسان العربي وتقول بأسف الانسان الحر غير متوفر في مجتمعاتنا.
رؤى البازركان
تعليقات عن الموضوع من المواقع
رافد رسول
تحيه طيبه الشكر الجزيل على هذا الموضوع الملفت للنظر وذو اهميه بالغه في مجتمعا تنا الشرقيه ..مع تحفظي عن ما ذكر بحق (الزواج المنقطع)او زواج المتعه لسببين اولهما ان ما ثبت بالدليل انه نص منزل في القرأن عند كل اواغلب الامسامين وغير منسوخ بنص اخر لا يمكن الاعتراض عليه لعلم الله ما هو الافضل من غيرهوالسبب الثاني ان الخطأ المرتكب في بعض هذه الزيجات القائمه على (عقد النكاح المنقطع)لا يلغي القانون الالهيبسبب الفارق الكبير ما بين اصالة النظريه وصحتها العلميه وكيفية تطبيقها من قبل المكلفين تحياتي
زينب بابان
الاخت العزيزة رؤى تية طيبة موضوع مهم وجريء فعلا بعض احبان لو كانت العملية معكوسة وتبحث المراة عن دليل على طهارة الرجل وعفته كم من الرجال سنجدهم بلاغشاء وبلاعفه ؟؟ بس بالمجتمعات العربية يحللون لانفسهم مايشاؤون ويحرمون لغيرهم .. وكم من الضحتيت افتيات ذهبن لكون غشائهن مطاطي او لاينزل الدم او بعضهن فقدن الغشاء من خطا طبي من سيفهم الرجل ذلك حتى لو شفعته بتثرير طبي .. تعالي هنا وشوفي النظام في اوربا عموما بالحقوق الطفل ثم المراة ثم الكلب ثم الرجل عمي ياغشاء يابطيخ مايهجبك الله معك ؟انا لا اشجع على الاباحية لكن اؤكد ان شرف المراة اخلاقها والغشاء لايقدم ولايؤخر هل الشيء فما اسهل عمليات الترقيه ويظن الزوج انها ست النساء ربي احقظ نسائنا الطاهرات وشبابنا من الانحراف والافكار السوداء بحث المراة ومن الله التوفيق احياتي
علي القطبي الموسوي
مع احترامي وقبولي كثير مما جاء في مقال السيدة .. رؤى البازركان .. واقتناعي بظلامة المرأة في العالم العربي والإسلامي .. وقد ساهمت شخصيا ولا زلت في السويد والدول الإسكندنافية , وكذلك في العراق في قضايا الإصلاح والزواج والطلاق في مئات الحالات .. وكانت المرأة في معظم الحالات مظلومة , وطالما جهدت وحاولت أن أساعد الطرف الضعيف , وهي المرأة في معظم الحالات .وكنت اقف مع المرأة إلا أن تكون المرأة في موقف متصلب أحياناً وتظلم الرجل وهذا نادر الحدوث ولكنه يحصل أيضاً.إن هناك نقطة ذكرتها السيدة رؤى البازركان حول موضوع زواج المتعة .ولست في صدد الحديث عن جوازه شرعاً أم عدم جوازه هذا له مجال آخر .. لكن من منظار اجتماعي وانساني يدخل من باب اختيار المرأة فلا توجد فقرة توجب على المرأة أو تجبرها على القبول بما يريده الرجل .إن زواج المتعة المذكور في القرآن يشترط فيه عامل الإختيار للجنسين الذكر والإنثى , وتلبية للحاجة الجنسية في حال عدم توفر امكانية الزواج الدائم , ويبطل الزواج في حالة وجود إجبار أو أكراه من أي طرف كان . إن تحريم ما حلل الله أوقع البشرية في الحرام أضعافا مضاعفة علما إن زواج المتعة هو عقد بالتراضي بين الطرفين وفيه شروط قريبة جدا من عقد الزواج الدائم .لست هنا في باب التشجيع على الزواج المؤقت أو المتعة , إنما أقول فقط : إنه أولى من الزنا , ومن حرم المتعة دخل في متاهات هي أسوء وأخطر وأكبر , والشواهد أكثر من أن تحصى . أنا أعرف أن هناك سوء استغلال لهذا الزواج الشرعي , ولكن هذا ليس ذنب الشريعة المقدسة .
جاسم خلف الياس
شكرا يا اخت رؤى ومعذرة ان قلت لك ان الموضوع قديم وقد طرحته نوال السعداوي في كتابها (الانثى هي الاصل) منذ سبعينيات القرن العشرين وكان بودي لو تأتين بشيء جديد دون اجترار المواضيع المستهلكة.تحياتي ونتمنى ان ترفدينا - نحن القراء - بما تعاني منه المرأة العراقية ليس معاناتها المحصورة بالزواج- على اهميتها- فحسب وانما في كل نواحي الحياة الاجتماعية والسياسية.ولك مني كل الاحترام واتقدير.
سلام نوري
موضوع خطير سيدتي مازال يمثل الخط الاحمروالسبب هو فقدان الثقافة والخوض في مثل هذه المواضيعولهذا تكون النتائج وخيمةكأن الثقافة الجنسية دخول للجحيموكلنا أباءومن الجميل أن تقوم المرأة العالية المستوى من الثقلفة التعريف في هذه المفاهيموالخروج من دائرة المغلق الى مدى ارحبشكرا سيدتي
عهد سليم
موضوع شيّق وهام اقتبس :منديل يحمله الزوج فيه قطرات الدم ليثبت طهارتهاحقا ما اغبى الرجل الشرقي ان فكر العفة والطهارة والعذرية بخرقة بيضاء او منديل مودتي
ان كلمة عيب هي السبب في تخلف مجتمعنا في هكذا مواضيع فمثلا لو ان الاهل يقومون بتوعية اولادهم لهكذا مواضيع لما وصلنا الى هنا .ويجب ان يكون هناك لفتة من الاعلام لتوعية الشباب العربي .شكرا لك سيدة رؤى على هذا المقال الجرئ والذي نحتاجه انا وكافة الشباب المقبل على الزواج ….
الموسوي حيدر
المشكلة ليس فقط في كلمة العيب، ألمشكلة أنها قائمة، حاضرة، مستمرة، معضلة شائكة، ونمر عليها مرور الكرام فقط. الموضوع حساس جدا، ومازالت النساء تموت بدريعة هذا الشرف ، ولا من متكلم ، حتى من يعتبرن من المتقفات العربيات. فهن صامتات. ولا أعرف أهو الخوف من الخروج عن العادات والتقاليد أو من الخروج عن طاعة سوط الطابو.
نور الدين الصوفي
مقالك سيدتي مههم جدا باعتبارها سذاجة رهن حياة امرأة بقطرات دماء…لكن هذا لا يجب أن يكون ذريعة للواتي يعشن حياتهن بالطول و العرض ثم يمثلن دور البراءة و العفة أمام ” زوج ” ليس من ذنبه أن يكون آخر من يشرب من الكأس..إن كان بالفعل آخرا..أما عن حديث القرآن عن العذرية..فكيف نفهم قوله تعالى ” ثيبات و أبكارا ” و كيف نفهم توجيهه ( صلعم ) بالزواج من البكر ” هلا بكرا تلاعبك و تلاعبها ” و كيف نفهم ما جاء في كل كتب الفقه الاسلامي بشأن البكر و صداقها و شروط الزواج منها و إمكان فسخ العقد إن وجدت ثيبا أي بخلاف ما تم إثباته في عقد النكاح من كونها بكرا…ليس الامر بهذه البساطة سيدتي..و لا يمكن اختصارعوائد أمة معتزة بقيمها و شرفها لتبرير أشياء أخرى..
Related Posts Plugin for WordPress, Blogger...