الأحد، 22 فبراير 2009

السوبر حداثة والسوبر تخلف للكاتب حسن عجمي


يبرهن الكاتب والمفكر حسن عجمي مقولته أن الثقافة هي خلق سلوكيات وأفكار جديدة بدلا من اتباع عادات وتقاليد قديمة ، والثقافة التي نصنعها اليوم تتشكل في المستقبل بدلا من أن تكون هي التي تصنعنا فهكذا نتحرر من ظلام يقينياتنا السلوكية والفكرية . (1)


لإنسانية ،ولم تثنيه مناخات الاحباط والتهميش لدور المثقفين والمفكرين في اوطانهم من الانقطاع عن الكتابة والاجتهاد في إثراء ساحة الفكر العربي لطروحات فكرية جادة و متجددة وفق معادلات تحمل حلول منطقية لمعضلات الواقع العربي المعاصر فالديموقراطية حسب حسن عجمي مناخها الحرية فتنقص بذلك الطائفية والعنصرية لذا نجد مع احتلال العراق من قبل أميركا زادت الطائفية والعنصرية ونشأ الصراع المذهبي والعنصري يدلنا هذا على استحالة تحقيق الديمقراطية بالقوة والتسلط .(2)
وتضمنت اصداراته الفكروفلسفية سلسلتين من الكتب،الاولى عن
السوبرات وهي ستة كتب ، السوبر حداثة - السوبر مستقبلية - السوبر اصولية - السوبرمعلوماتية - السوبر تخلف - السوبر مثالية. والثانية تضمنت ثلاثة كتب تحمل عناوين الميزياء – البينياء – الضيمياء
بالنسبة للسوبر حداثة حسب حسن ع
جمي / اللامحدد يحكم العالم ، تقول السوبر حداثة ان الكون غير محدد لكن رغم ذلك من الممكن معرفته لان خلال لامحدودية الكون من الممكن تفسيره ، مثل ذلك انه من غير المحدد اي نظرية علمية هي النظرية الصادقة ، ولذا من الطبيعي ان توجد نظريات علمية عديدة كلها ناجحة رغم اختلافها وتعارضها . هكذا تفسر السوبر حدثة نجاح النظريات العلمية رغم الاختلاف فيما بينها . اما السوبر مستقبلية فتقول ان التاريخ يبدأ من المستقبل وبذلك لابد من تحليل المفاهيم من خلال مفهوم المستقبل ويعطينا الكاتب مثل ذلك تعريف الحقيقة على انها قرار عملي في المستقبل . وبما ان الحقيقة قرار عملي في المستقبل ، إذن لابد من البحث الدائم عن الحقيقة وبذلك نظمن استمرارية البحث المعرفي ، واستمرارية البحث فضيلة . بالاضافة الى ذلك تتفق السوبر اصولية مع السوبر مستقبلية حيث تعتبر ان الاصول المعرفية والدينية محدد فقط في المستقبل ، وبذلك تحتاج الى تحديدنا الدائم لها مايحررنا من اعتبارها دائمة ومطلقة . اما بالنسبة الى السوبر اصولية ، يقول الكاتب نحن من نصنع التراث بدلا من ان يصنعنا ما يضمن تحررنا من تراثنا من دون ان نلغيه. لكننا سوبر متخلفون لاننا نرفض العلم والمنطق ونستخدم العلوم من اجل التجهيل . ويعطينا مثل على ذلك ان معظم مدارسنا وجامعاتنا و وسائل اعلامنا تنشر الجهل والتعصب وكراهية الآخر.كما يتجسد السوبر تخلف في ان افعالنا وافكارنا ومشاعرنا محددة سلفا. والطريق الوحيد من سوبر تخلفنا كامن في قبول العلم والمنطق ومشاركة الحضارة في صياغة العلوم والافكار الجديدة ما يعدينا الى السوبر حداثة بأعتبارها علم الافكار الممكنة . ويؤشر بقوله نحن الأمة الوحيدة التي لاتعرف تراثها لأنها خالية من فكر جديد ، فلا نحن أحياء لكي نموت ، ولا نحن أموات لكي نبعث.(3
)
وعلى ضوء السوبر حداثة التي تهدف الى بناء أفكار ممكنة يطرح الكاتب حسن عجمي فلسفات ومفاهيم جديدة ومنها الميزياء والبينياء والضيمياء،بينما الميزياء مشتقة من (الميزة)، والبينياء مشتقة من الظرف ( بين)، والضيمياء مشتقة من مصطلح (الضيم) .
فالميزياء كما يشير الكاتب تعتبر ان لكل شيء ميزة تميزه وعلى اساس ميزته يتشكل ويكون. بالنسبة الى الميزياء، للاشياء ميزات بدلا من ماهيات؛فالميزة قابلة للتغير والتطور بينما الماهية ثابتة،مثل ذلك ميزة العقل كانت قائمة في الحفاظ على الجنس البشري من خلال تجنب الضرر والاقبال على المفيد لكن تغيرت ميزة العقل وتطورت وأصبحت كامنة في الحصول على المعرفة وان كانت غير مفيدة في حياتنا اليومية كالرياضيات المجردة.
اما البينياء فتدرس مابين الاشياء لان مابين الاشياء يبين الاشياء فمثلا يتكون العقل من بين أجزاء الدماغ من علاقات فصل و وصل، فكلما ازدادت الصلات بين الخلايا العصبية للدماغ ازدادت القدرات العقلية.
وبالنسبة للضيمياء هي ضرورة معرفية في إزالة الظلم الذي يقع على فكرنا والخروج من سجون مسلماتنا الجاهزة والتحرر من قيود يقنياتنا الكاذبة.
وبهذا قد برهن لنا الكاتب حسن عجمي مرة ثانية مقولته أن المثقف هو الحامل لمعلومات جديدة وليس عبدا لها وهو المتحرر من سجون الآخرين وأفكارهم وسلوكياتهم . (4)
وبذلك استطاع الكاتب ان يساهم بمد معرفي جديد يحرك الوعي المتيقظ بأفكار وسلوكيات منعطفاتها غير مسبوقة محققا إنسانيته ومحفزا فينا إنتظار طروحاته القادمة.
أخيرا نسأل :- هل سننتقل من عصر السوبر تخلف الى عصر السوبر حداثة ؟ أم سنفتتح عصر السوبر تخلف الفائق حيث التخلف وحده هو القيمة الأعلى ؟

رؤى البازركان






(1)،(4) - كتاب الضيمياء المؤلف حسن عجمي الدار العربية للعلوم ناشرون 2008
(2)،(3) – كتاب السوبر تخلف المؤلف حسن عجمي الدار العربية للعلوم ناشرون 2007






الرابط : http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=163571
فالبرهان يكمن في ان الكاتب حسن عجمي متواصل البحث في الميدان المعرفي من خلال انجازه الواسع لاصداراته المتلاحقة في عالم يضج بالعنف والصراعات الطائفية فاقد للحقوق والحريات ا
تعليقات عن الموضوع من المواقع
حسن عجمي
أشكر الكاتبة و الفنانة التشكيلية القديرة على مقالها القيّم و المعلقين عليه.
د.هاشم عبود الموسوي
الأخت الفاضلة رؤى اليازركان .. تحبة طيبة لك واللاستاذ الفاضلا الكاتب حسن عجمي ..اود ان اوضح بايجاز حول موضوع السوبر حاثة والتي بدأ تناولها بكثرة قبل حوالي خمسة اعوام في مجالات الثقافة والعمارة والأدب , وبالآتي:عندما حلت فترة الحداثة في الربع الأول من القرن الماضي ، فإنها انهمكت في دراسة العالم الواقعي واعتبرته قائما بذاته ، مستقلا عن العقل، واعتبرته موضوعيا لا غير , ثم جاءت فترة ما بعد الحداثة، في الربع الأخير من القرن الماضي ،لتعتبر ان العالم غير مستقل عن العقل ،وغير موضوعي ،بل هو نتيجة بناءات عقلية ، وهكذا تأثرت العمارة و بقية صنوف الثقافةوالفنون بهذه الموجه. وكانت الحداثة تعترف بنظام فكري واحد،، اما ما بعد الحداثة، فاتجهت نحو التعددية، ودافعت عن البرغماتيةالتعددية في المجتمع. واليوم نعيش في فترة السوبر حداثه، والتي تدرس الممكنات عموما ولاتنوي دراسة الحقائق الواقعية التي تتضمنها. ولابد والحااة هذه من تنوع تعريفات السوبر حداثةن وختلاف وظائفها. والسوير حداثة ذهبت الى أبعد من ما بعد الحداثة ، التي اتجهت الى التعددية في المجتمع ودافعت عنه . فان السوبر حداثه تدعي وترى بان هنالك تعددية في الفرد ذاته . .. هذا ما اردت ان اوضحه لتلافي الغموضبالنصوص التي دونها الكاتب .. مع تقديري لكمامع الود.
جبار حمادي
اختنا الفاضلة رؤى ..مرور قيم وتناول جميل لدراسةافكار تعتبر حديثة الوقع في باحة الثقافة العربية وسبل نشرها يعود بالفائدة غير المنقوصة للمتلقي وهذا جهد نقدم لك شكرناواعتزازنا عليه ..طيبي بخير
جبار عودة الخطاط
الاخت رؤى البزركان مقال جدير بالوقوف عنده لتدبر سطوره الجميل هكل الود
سلام نوري
رؤى طروحات غاية في الروعة وذات فائدة شكرا سيدتي
سجاد سيد محسن
رائع يازميلتي المبدعه ست رؤى وان شاء الله بوجودكم ووجود المبدعين سنفتح مدينة الحداثة وان كانت الحيلة ضعيفة على التخلف
الكاتب الصحفي رعد هاشم - عمان - الاردن
اببارك لك موضوعك الرائع في موقع النور مع تمنياتي
Related Posts Plugin for WordPress, Blogger...