السبت، 1 نوفمبر 2008

'فلسطين في الدراما العربية'

القاهرة: ندوة ثقافية توصي بإعطاء القضية الفلسطينية المزيدمن التغطية في العمل الدرامي العربية

30-10-2008الحوار الوطني- كتب محمود خلوف





السفير عمرو: نريد أن نرى فلسطيننا كما هي بالوعي العربي وليس بالتعسف المفروض
الكاتب عكاشة: مشكلة "فلسطين بالدراما" سببها سياسات الدول العربية
الفنانة عبد الحميد: الإنتاج متجه بالكامل لأن يكون منتجا تجاريا
الكاتب سيف: الدراما العربية مطالبة بحماية الذاكرة الفلسطينية ومفهوم الوطن الفلسطيني
المخرج فاضل: الدراما مطالبة في كل البلاد العربية بالتركيز على القضية الفلسطينية دون أن استثني أحدا المنتج القلا: الدراما ليس صانعة للأحداث وإنما مكملة لأحداث صنعها آخرون
- أوصت ندوة "فلسطين في الدراما العربية"، التي نظمها اليوم، المركز الإعلامي والثقافي في سفارة فلسطين بالقاهرة، في مقر نقابة الصحفيين المصريين، اليوم، بمنح القضية الفلسطينية المزيد من التغطية في العمل الدرامي العربي.
واقترح المشاركون تنظيم مسابقة لأفضل إنتاج درامي عن القضية الفلسطينية، وإدخال شيء عن فلسطين ولو رمزيا في أي إنتاج درامي عربي حتى لو لم يكن يتناول القضية الفلسطينية، ودعوا لإعطاء القدس خصوصية معينة في الدراما نظرا للتحديات الجسام التي توجهها المدينة ولأنها عاصمة الثقافة العربية لعام 2009.
وأوصى المشاركون بإنشاء فضائية عربية متخصصة بالدراما فقط، وأن تكون تابعة إما لجامعة الدول العربية أو لأي جهة يتفق عليها على أن تقوم بإنتاج وعرض وشراء المواد الدرامية الخاصة بالقضايا العربية عموما.
وشدد المشاركون على ضرورة عدم التعامل مع دور إنتاج تتبع إسرائيل، أو يكون لها صلة بأنصار الصهيونية، لأن أهداف دور النشر هذه غير شريفة.
وافتتح الندوة السيد نبيل عمرو سفير فلسطين في القاهرة، ومندوبها لدى جامعة الدول العربية بقوله:" ما أثقل ظل السياسة عندما تقتحم عالم الثقافة والإبداع، ورغم أنني سفير لبلادي إلا أن وجودي لهذا البلد يندرج أيضا لتعزيز الفعاليات الثقافية، فالقاهرة عاصمة للفن والثقافة، وفلسطين ذات أهمية كبيرة وبوجدان الضمير العربي.
فلسطين والدراما الرمضانيةوأضاف السفير عمرو: خطر ببالنا موضوع هذه الندوة "فلسطين في الدراما العربية" عندما كنا نراقب الإنتاج الغزير في رمضان، وفتشنا عن أنفسنا، فكانت فلسطين الغائب عن هذا الإنتاج الكبير، وفلسطين التي أعني وأدعو للاهتمام بها في الدراما ليس النمطية (البطل المطلق)، بل نريد أن نرى فلسطين كما هي بتأثيراتها علينا كمجتمعات عربية، نريد نراها كما هي بالفعل على أرض الواقع.
ولفت إلى أن المعالجات الإعلامية والدرامية لقضية فلسطين بعد مرور ستين عاما عن النكبة كانت غالبا نمطية تركز على الرجل الكهل الذي يذرف الدموع والمفتاح، مضيفا:" ولم نر غير ذلك فكان الإبداع في مواجهة النكبة مغيبا، ولم نجد إنتاجا يظهر الجامعات والازدهار والإبداع في مواجهة النكبة، ورحم الله الشاعر الكبير محمود درويش الذي قال"أحلم بأن أرى الفلسطيني إنسانا عاديا".
وشكر السفير عمرو المركز الإعلامي والثقافي الفلسطيني بالقاهرة على تنظيم هذه الندوة الهامة، معربا عن أمله بأن تكرر مثل هذه الفعاليات الهامة، وأن يتمكن الفلسطيني من تحرير أرضه وإقامة دولته المستقلة.
وأوضح الصحفي جمال فهمي رئيس لجنة العلاقات العربية والخارجية في نقابة الصحفيين المصريين أن الندوة تتناول موضوعا غير مطروح في السابق، وأن أهميتها تكمن في كونها تتعرض للقضية الفلسطينية الأبرز والأكثر حضورا، والأكثر عدالة، والأكثر اقترانا بالجريمة بسبب ما تمارسه إسرائيل على الأرض.
وشدد على أن القضية الفلسطينية لم تأخذ حجمها بالدراما سواء كميا أو كيفيا بذات الحجم الموجود بالضمير الإنساني والعربي، مشيرا إلى أن المحرقة الإسرائيلية تأخذ باستمرار حجما كبيرا في الدراما العالمية.
وطالب فهمي المبدعين العرب بصنع دراما تتعلق بالقضية الفلسطينية بمستوى النضال الفذ والتضحيات الضخمة التي يقدمها الشعب العربي الفلسطيني.
ورحبت الصحفية العراقية رؤى بارزكان عريفة الندوة بالحضور، وعبرت عن بهجتها لمشاركتها بهذا النشاط لكونه يعالج موضوعا يخص القضية الفلسطينية، ولأن الندوة تتناول مسألة لم تطرح بهذا الحجم في السابق.المحرقة واستغلالها لأغراض غير إنسانيةوتحدث الدكتور وليد سيف، كاتب سيناريو بارز، ومؤلف مسلسل التغريبة الفلسطينية، عن حجم تغطية الدراما العربية لقضايا الشعب الفلسطيني، موضحا أن هذه القضية العادلة تعتبر منبعا للأعمال الدرامية، وتستحق المزيد من المعالجات.
ولفت إلى أنه يتم استغلال "المحرقة" استغلالا سياسيا راهنا لدعم المواقف الإسرائيلية، وتبرير عمل الجلاد والمجرم بحق الفلسطيني الأعزل، مضيفا: المحرقة صحيح أنها مأساة إنسانية لكنها تستغل لأغراض غير سامية ولتبرير ممارسات الجلاد الإسرائيلي.
وقال: هنالك حاجة ملحة لاستثمار الوسيط الإعلامي لمعالجة القضايا المختلفة للقضية الفلسطينية، إنهم يحاولون إظهار المسألة وكأنها نزاع على الحقوق بين جماعات، وليس "عدو" إحلالي يغتصب أرض الغير بالقوة، ومن هنا يجب أن يكون المثقفون العرب سدنة للقضية الفلسطينية، ونحن لا نتنازع مع "العدو" على الأرض بقدر ما نتنازع معه على الرواية والخطاب السياسي وذاكرة التاريخ.
وأكد الدكتور سيف على أن الدراما العربية مطالبة أكثر من أي وقت مضى لتقوم بدورها لحماية الذاكرة الفلسطينية وكذلك حماية الخطاب الوطني ومفهوم الوطن الفلسطيني، دون الوقوع بمطب تحويل الشخصية الفلسطينية لشخصية مثالية.
وتابع: نريد مادة إدرامية تنطلق من الخاص الفلسطيني وتتجاوز خصوصية الظرف وخصوصية المكان والزمان، ولا تخاطب الشعب المعني بقضية ما، بل الضمير الإنساني.
وتطرق السيد أسامة أنور عكاشة، كاتب السيناريو المعروف، إلى المشكلة الحقيقية التي تواجه الدراما العربية في التعامل مع القضية الفلسطينية، مشيرا إلى وجود إشكاليات حقيقية سببها سياسات الدول العربية.
الأعمال الدرامية وسياسة الدولةوقال: نؤكد أن الأعمال الدرامية خاضعة لسياسة الدولة بعيدا عن الشعارات التي تردد على ألسنة الزعماء، وللأسف لم يكن مرحبا الإنفاق على الدراما بما يخص الواقع الفلسطيني المعاش فعلا.
وأضاف: الوظيفة الحقيقية للفن تتمثل بالتنبؤ، وهذا مهم بالنسبة لقضيتنا المركزية، ويكون الرد على سؤال كيف نساعد الفلسطينيين؟، فالجواب بأن نساعدهم على توسيع دائرة النظر وبفهم حقيقة ما يحاك لهم، والمسألة ليس ما ضاع من فلسطين بقدر ماذا يحاك لفلسطين، ومن هنا "كفانا لطما على اللب المسكوب فالمطلوب خدمة فلسطين على قدر ما نستطيع".
ولفت إلى أن الحالة الشاذة التي تعانيها الأراضي الفلسطيني زادت الأمور سوءا وضاعفت التحدي بالنسبة للقائمين على المواد الدرامية، وقال عندنا مثل مصري "المشرحة مش عاوزة قتلى"، والحالة الفلسطينية تضعنا في قلق حيرة، فهل يستطيع أحد أن يجد دليلا وسط الفوضى القائمة للحديث عن المستقبل الفلسطيني؟ّ.
وأوضحت الفنانة القديرة فردوس عبد الحميد أن أساس العمل الدرامي هو الإنتاج، وقالت: عانينا منذ 20 عاما من ذلك، فهنالك أعمال كثيرة كتبت ولم تجد جهة للإنتاج لتنفذها، وعدم وجود جهة تنفذ العمل تجعل الأمر وكأنه لم يكن.
وبينت أن الإنتاج متجه بالكامل لأن يكون منتجا تجاريا، والمشكلة أن المنتجين غير متحمسين للقضايا المصيرية، وأضافت: حتى نكون منصفين الموضوعات كثيرة والكتاب كثر، والمشكلة تتمثل بجهة الإنتاج.
ودعت الفنانة عبد الحميد للبحث بشكل عميق وجاد لإيجاد حل واقعي وجدي لمشكلة الإنتاج، داعية جامعة الدول العربية لتبني الجزء المتعلق بالإنتاج القومي والقضايا المصيرية.
مخاطبة الآخر والأجيال الجديدةوقال المخرج المشهور محمد فاضل: من الممارسة الطويلة في الدراما التلفزيونية أجد أن التناول الاجتماعي للمجتمع الفلسطيني يحتاج لمعرفة الوجه الحقيقي المعاصر لهذا المجتمع بما يحويه من علماء وفنانين ومبدعين، وحياة يومية معاشة سواء داخل الأسرة بمعاناتها، أو في المواجهة الحالية للاحتلال بعيدا عن التاريخية.
وأضاف: الدراما مطالبة اليوم بالتركيز وفي كل البلاد العربية على القضية الفلسطينية دون أن استثني أحدا.
وأشار المخرج فاضل إلى أن المخاطبة في الدراما يجب أن لا تكون للجانب العربي، بل يجب الاهتمام بمخاطبة الآخر، الذي يجهل قضايانا وهمومنا التي نعيشها بشكل يومي، داعيا في الوقت ذاته لمخاطبة الأجيال الجديدة التي لا تعرف شيئا عن قضايا أمتها وتعاني من سياسة التعتيم.
وتابع: الأجيال الجديدة ضحية للتعتيم الذي تمارسه التكنولوجيا، وهي مليئة بالسموم، ولذلك علينا أن نخاطب الأجيال الجديدة بلغتها لتفهم، وبالتركيز على الجوانب المضيئة.
المنتج العربي وقيود القوانينواعتبر الصحفي والناقد محمد الروبي أن المنتج العربي أن المنتج بالوطن العربي مظلوم كثيرا، وبخاصة في الساحة المصرية، وقال: المشكلة أنه قد يكون هنالك فيلم جيد ولكن الأنظمة تحول دون أن يظهر إلى النور، فالقانون جعل صاحب الإنتاج هو صاحب التوزيع وصاحب العارض، والقانون بذلك جائر كونه شرع الاحتكار.
وأضاف: "القضية ليس أن الدراما العربية تجاهلت القضية الفلسطينية بقدر أن الدراما العربية محكومة بقوانين وتحالفات تجبر المبدع إما للخروج أو الدخول في معركة صعبة قد يستشهد قبل الدخول فيها".
وأكد الروبي أنه من خلال متابعته الطويلة للسينما وجد فيلمان من أفضل ما قدم للقضية الفلسطينية، وهما فيلم "الثأر" عام 1950، وركز الفيلم على أهمية توحيد القبائل العربية لتخليص الأرض من الاحتلال المغتصب، وفيلم "عنتر ولبلب"، وكان في الأصل باسم "شمشون ولبلب" ودبلج ليصبح بالاسم الجديد، وهو يظهر المغتصب الذي يستغل قوته للسيطرة على الأرض وتحويلها لكبريه.
وانتقد بشدة الطريقة التي يتم تناول فيها القضية الفلسطينية في الدراما العربية، موضحا أن هنالك خطأ قديم ومتراكم يتمثل بجعل القضية الفلسطينية خلفية لقضية حب ميلودرامية، مما يظهر أن حجم التغطية لا يتناسب إطلاقا مع ما تستحق هذه القضية من عمل وجهد.
العمل الدرامي وصنع القراروبين المنتج القدير حسين القلا أن الدراما ليس صانعة للأحداث وإنما مكملة لأحداث صنعها آخرون، ولذلك ليس مطلوبا الطلب بأن يحل العمل الدرامي مكان صانع القرار.
ورأى أنه حتى يمكن الخروج من مشكلة عدم إعطاء القضية الفلسطينية الحجم الذي تستحقه في الدراما بأنه مطلوب من السلطة الوطنية أو منظمة التحرير الفلسطينية، أو أي جهة فلسطينية مختصة بأن تستدعي الأطراف اللازمة لحثها للعمل لصالح القضية الفلسطينية، لأن ما بذل دراميا على المستوى العربي لصالح القضية الفلسطينية اندرج بالأساس تحت الجهد الفردي.
وقال المنتج القلا: مطلوب تراكم الأعمال الدرامية ضمن استراتيجية واضحة المعالم، لأن الأعمال الدرامية التي لا تتراكم يوما بعد يوم لا تأتي بنتيجة، كما أنه حتى ندعم الإنتاج الدرامي لصالح القضية الفلسطينية مطلوب توفير أرشيف عن قضية فلسطين.
واختتمت الندوة بمداخلات عدد من النقاد والمثقفين والإعلاميين والسياسيين، ركزت على المطالبة بضرورة العمل لإقناع الجهات المعنية لإعطاء القضية الفلسطينية الحجم الذي تستحقه في الدراما، والدعوة للعمل لخدمة هذه القضية على مستوى الدراما التسجيلية أو الروائية على حد سواء، والإشادة بفكرة الندوة والمطالبة بتنظيم المزيد من الفعاليات للخروج بخطة عمل واضحة تقدم في النهاية للجهات ذات الاختصاص.
وقال المخرج المصري محمد سالم في مداخلته: لدينا مجموعات كثيرة من الفنون الدرامية، ونحن ليس لدينا ضعف في الإنتاج الدرامي بما يخص فلسطين، بقدر ما أن الأمر يحتاج تجميع وتصنيف تلك الأعمال، وبقدر ما أننا نريد أشخاصا يحبون الفن كما يحبون القضية الفلسطينية.
تجاوز القيودوتعقيبا على القيود والقوانين الموجودة بالوطن العربي عقب الدكتور وليد سيف: أرجو أن لا تستغل القيود كمهرب لكي لا نقوم بواجبنا دراميا تجاه القضية الفلسطينية والقضايا المصيرية الأخرى، والنظام مهما كان صلبا يمكن أن نفتح ثغرات وبخاصة في المسائل المتعلقة بالصراع مع الاحتلال الإسرائيلي.
وقال: من الصعب أن نجد عملا متقننا عن القضية الفلسطينية وكاتبه لا يعايش الحياة الفلسطينية، وهذا يلقي عبئا خاصا على الكتاب والمبدعين الفلسطينيين، كما أنه علينا أن نأخذ بالحسبان أن معالجة القضية الفلسطينية يجب أن تتضمن ضمنا أو صراحة إظهار العمق العربي، وكذلك معالجة أية قضية عربية يجب أن تتضمن ضمنا أو صراحة القضية الفلسطينية.
المجتمع المدني والإنتاج الدراميوقدم الأستاذ الدكتور محمد خالد الأزعر الملحق الثقافي بسفارة فلسطين بالقاهرة تقييما للإنتاج الدرامي المتعلق بالقضية الفلسطينية، وتطرق لتجربة مميزة يلمسها تتمثل بوجود عدد لا يستهان به من الأفلام الوثائقية من إنتاج شبان صغار، موضحا بأنه شاهد بالأشهر القليلة الماضية فيلما عن البطل المصري أحمد عبد العزيز، وفيلما آخر عن القدس.
وتساءل الدكتور الأزعر أين المجتمع المدني والأهلي مما نقول، فهنالك ما لا يقل عن 200جمعية ومؤسسة مدنية تعمل في فلسطين مثلا، والسؤال المنطقي أين موقع الإعلامي الدرامي في عمل هذه الجمعيات والمؤسسات؟!.
وضع فلسطين على خارطة الدراما
وطالبت السيدة ميساء هدمي، مدير المركز الإعلامي والثقافي في سفارة دولة فلسطين لدى جمهورية مصر العربية بالتفكير بخطوات عملية وجدية لوضع فلسطين على خارطة الدراما العربية.
وعبرت هدمي عن عدم رضاها عن حجم تناول الدراما العربية لمجمل القضايا الخاصة بالشعب الفلسطيني، وقضيته العادلة، داعية المشاركين في الندوة للخروج بتوصيات واضحة.
مسابقة للدراما والقضية الفلسطينيةواقترح الصحفي محمود خلوف، المحرر في وكالة الأنباء والمعلومات الفلسطينية/وفا، ومدير الإعلام في المركز الإعلامي والثقافي بسفارة فلسطين بالقاهرة، تنظيم مسابقة لأفضل إنتاج درامي عن القضية الفلسطينية، ودعا لتخصيص المسابقة هذا العام لأحسن عمل يخص القدس لأن القدس هي عاصمة الثقافة العربية عام 2009م.
ووجه الصحفي خلوف نقدا للدراما العربية، مشددا على أنه كباحث إعلامي ومراقب ومواطن وفلسطيني يلمس مدى التقصير الكبير تجاه قضية شعبه.
وتطرق إلى الإبداع في فيلم "الأرض بتتكلم عربي" المنتج في فرنسا مبرزا الفائدة التي يجنيها هذا الفيلم للشعب الفلسطيني، وبخاصة بأنه من إنتاج أجنبي وزاوج بين الوثيقة والإنسان.
إظهار الإبداع الفلسطينيوتطرق الدكتور والإعلامي العراقي رائد العزاوي إلى أهمية تركيز الدراما على الجوانب المشرقة لدى الشعب الفلسطيني، وفي مقدمتها الإبداع والتميز.
وتطرق إلى الأثر الذي تركه لديه مشاهدة فيلم في إيطاليا عن الشباب الفلسطيني المتعلم، موضحا أن ذلك الفيلم جعل الأجانب ممن شاهدوه ينظرون للفلسطيني نظرة أكثر إيجابية لأنه أظهر أنه لا يوجد بيت لا يوجد فيه فلسطيني لم يواصل تحصيله العالي.
وعقب السيد حسين القلا بقوله: مجرد انعقاد هذه الندوة خطوة جيدة لم تحدث من قبل، وأوصي بمتابعة هذا النشاط وعمل جدولة بعد حوار ليس طويل، لنخرج بالنهاية بتصورات وبرامج تنفذ على الأرض.
وعرض الفنان منصور حافظ البرغوثي مشاهدته كفنان فلسطيني، وتقيمه لما تقدمه الدراما العربية للقضية الفلسطينية، وعبر عن عدم رضاه عن إنتاج الدراما العربية بما يخص القضية المركزية للعرب.
إظهار الرموز المتعلقة بالقضية الفلسطينيةوطالب الإعلامي مكرم يونس المتخصص بالشؤون الإسرائيلية المنتجين العرب للاهتمام بإظهار قضية الشعب الفلسطيني في كل الأعمال الدرامية، سواء بشكل ضمني أو بشكل واضح.
وتحدث عن أهمية تركيز عدد من الأفلام العالمية على إظهار بعد الرموز الخاصة بإسرائيل كنجمة داود وغيرها، مطالبا بإظهار صورة خريطة فلسطين أو صورة قبة الصخرة أو أي شيء آخر يرمز للشعب الفلسطيني ونضاله في الأعمال الدرامية العربية.
وتطرقت الفنانة فردوس عبد الحميد إلى أنه يمكن تقديم خدمة كبيرة للقضية الفلسطينية من خلال الأفلام التسجيلية، وتطرق إلى سبب تحفظها الشديد على فيلم تسجيلي يحمل اسم "وجوه" والذي فاز بأفضل جائزة بمهرجان موسكو الأخير.
وأوضحت أن الفيلم يريد أن يدعم باتجاه التطبيع، فهو أظهر بأنه لا يمكن التفريق بين الوجوه الفلسطينية والإسرائيلية، وطالبت بإنتاج أفلام تسجيلية داعمة للقضية الفلسطينية حتى لو كان ذلك بإشراف جهات رسمية وحكومية.
مشاهد درامية حقيقيةوتحدث الصحفي المصري محمد الأمين إلى أنه لمس مشاهد درامية حقيقية خلال عمله في قطاع غزة وزيارته للضفة الغربية، مشيرا إلى مشاهدته أم فلسطينية تزعزد بعد استشهاد ثلاثة من أولادها.
وقال من المشاهد الدرامية المؤثرة التي شاهدتها فلسطين: مجموعة من الأطفال لا يزيد عمرهم عن خمسة سنوات كانوا يسيرون في الشارع رغم القصف الإسرائيلي العنيف، سألتهم إلى أين يوجد خطر، فأجابوا ذاهبون للاستشهاد، وتبين لي أنهم يحملون حقائب على ظهورهم محملة لحجارة لرجم جنود الاحتلال.
نظرة نقديةويوجه الدكتور وليد سيف نظرة نقدية للإنتاج المتعلق بالصراع العربي الإسرائيلي بشكل عام، ويقول: يعرض الموضوع وكأنه صراع بين التشدد والمعتدل، وبين التطرف وثقافة الاعتراف بالآخر.
وتساءل كيف اعترف بالآخر إن كان محتلا وجلاداّ، وأضاف: المطلوب من المبدعين العرب التواصي فيما بينهم على توسيع هامش الحريات، وتقديم أعمال درامية جيدة تتناسب والهموم والتحديات التي تواجهنا كعرب.
تقييم الندوةوعبر السفير نبيل عمرو عن بهجته وسروره لنجاح الندوة، وقال ما قصدناه من تنظيم هذا النشاط هو البدء في طرح هذا الموضوع، والإلحاح به للوصول للنتائج المرجوة.
وأضاف بحثت عن عمل متكامل عن القضية الفلسطينية في دراما رمضان ولم أجد سوى التغريبة الفلسطينية، وتوقفت عنده، وأود الإشارة إلى أن المسلسل لم يعد في حياتنا مجرد مادة تلفزيونية تعرض، بل أصبح هو محور النقاش، ومؤثر بشكل واضح على الحياة.
الدراما التلفزيونيةوأردف السفير عمرو بقوله:المسلسل أصبح بديلا عن الواقع، وهذا ظهر بوضوح في المسلسلات التاريخية مثل صلاح الدين، والزير سالم، كما أن التلفزيون كوسيلة أصبح البيت والمطبخ، لذلك يجب أن يكون تعبويا مع مراعاة الإبداع في تقديم الفكرة للنهوض بالوعي.
وتابع: أعيد التأكيد على أننا كفلسطينيين نريد أن نرى فلسطيننا كما هي بالوعي العربي ليس بالتعسف المفروض، بل بالوعي والاختيار



Related Posts Plugin for WordPress, Blogger...