الجمعة، 30 يناير 2009

مقسومة على صفر ديوان الشاعرة السورية لينا الطيبي














مقسومة على صفر

اصدار جديد للشاعرة السورية لينا الطيبي
القاهرة - دار آفاق 2009
لوحة الغلاف للرسام العراقي سعدي الكعبي
من مقتنيات الفنان نصير شمة















فجأة...

فجأة...

مثل أمل بارق

مثل فجر شغوف بالضوء..

فجأة

بلا معاودة للظلال

ولا اختباء في الخزائن الغرقة بالعتمة

فجأة مثل أن تفتح عينيك بعد نوم طويل

ليضربهما ضوء ساطع

مثل ان تطلق صرختك

بعد أن كنت لوقت طويل بين جمهور كبير

لحفل لاينتهي

حيث تقصي سعالك في صدرك حتى لاينتبه اليك

وفجأة

تطلق ضحكتك ضاجةفي الارجاء
ترفعها

وترفعها

الى أن يتجاوز علوها
صوت صوتك

فجأة

تسلم أصابعك لنهار مضيء

تفتح فمك على ابتسامة

تمرنت عليها طويلا من دون أن تنفعك التمارين

فجأة

تقول

ياللصباح إذ يخرج من عتمته
قادما الى رأسك أنت أولا

موليا ظهره للعالمين

يقبلك

***********
تمرين -2-
يعود متعبا
ينفض عن موبايله نسوته
يوبخ نفسه لأن قدمه انزلقت في الحفرة
يغفو وهو يحلم بالحفرة نفسها
في الصباح
سريعا يضيء شمسه
وبقدم واثقة
يقع في الحفرة
لم تعد لي قدمان
آلمتني الحفرة
************

مرايا

(وقال لي : نم لتراني، فإنك تراني؛ وأستيقظ لتراك، فإنك لاتراني)

مواقف النفري

وقال لي : آية الصمت صوتك

رسوخك في عجلة الكلام القليل..

وقال لي : في المرايا خاطر الرؤية

وفي النوم خاطر الرؤيا

وقال لي : أي معرفة بلا حجر غياب

وأي حجر بلا معرفة فكاك منه
وقال لي : أن لبست الثوب

فقد آويت الثوب ألوانكوكنت أضنني آويتني ألوانه

وقال لي : إن تاه سرك فهو فيك

وقلت حيرتني انجلت
قال لي : هذي أصابعك تعرفك فتلمسي

وودت أن أفتح بحر الكلام وأتوجس

نظر لي فعرفني

ولما انفتح الباب

قال لي : ادخلي

مد أصابعه خشية انفراط الهوى

واقترب من جذع نخلة واعتلى
قال لي : إن أحبك الله
قلت : أحبني

قال : إذن كنت في الهوى
قلت : أهوى
قال لي : أصعدي نهر الكلام

حيث يستدل الأعمى في غيبة العين على اللون
قلت : المطر هنا

قال : فلتمطري

*************
(2)
وقال لي : كلما اتسعت الرؤية ضاقت العبارة

النفري

وقال لي إن أنست الهوى آنسك
وإن فككت أناح بوجهه ويمم شطر الشطر

وقال لي : أفتحي المرايا بالألوان
والنوافذ بأقبية الشمس
تتوضأي

وقال لي: إن أدركني لمستني

وان لمستني أدركتني
قلت : اتسعت

قال لي : دونك البحر
قلت : ارتفعت

قال لي دونك الجبل
وقال لي : هات يدك تصعد جبل العارف

قلت : أخافه
قال : تبتل في الرغيف أنفاس الغواية
قلت : أتبتل

قال : لي ليس العارف من حجر
ليس العارف من الماء
لاينفرط
ولا يظلله شجر

قال لي : افتحي العين على صورتها
قلت : رأيت
قال لي : اسندي حجتك بما وراء اللون
قلت : أدركتني
Related Posts Plugin for WordPress, Blogger...