الدكتور أحمد شوقي العقباوي استاذ الطب النفسي- جامعة الازهر - ضيف برنامج لعبة الحياة
حين تلتقي العيون وتتوسع الاحداق .. وتهطل على القلب الخفقات المدوية في كل الاطراف المرتجفة وتسطع حرارة الشمس في الوجنات المحمرة لتنذر بربيع يحمل ثمار الفرح والسرور.. مزيج من المشاعر المرهفة والمتناقضة خوف وفرح ، خجل وثقة بالنفس .. انتفاضة من الحيوية في العروق والاوردة ، تزيد التفاؤل بأنفاس من نسائم اللطافة في الكيان .. هدوء وربما صمت بسرحان في البعيد ، هو مشهد البداية للحب الجميل .. كيف يحدث هذا فينا ويغير كل مسارات الطاقة السلبية الى ايجاب ايجابي ايجابية ؟
يقول الدكتور أحمد شوقي العقباوي أستاذ الطب النفسي بجامعة الازهر إن مشاعر الحب الاولى تبدأ بسلطان الحب كما يقول عنه العاشقين ، فالحب طاقة قوة ايجابية ، يمر بمراحل بيوكيميائية يتحكم بها الدماغ الذي يحفز الغدد باحتفال هرموني واسع الافراز يعطي الانسان المشاعر والاحاسيس المرافقة للحب عن طريق ما يسمى بمسالك الحب التي تلتقط كل جديد وهي : النظر والسمع والشم ، يستقبل الدماغ الرسائل الواردة من هذه الحواس يسجلها و يحللها ويقارنها بما مخزون ليقرر موقفه بالتعبير عن حالة الحب ، فيبث ذبذبات تؤثر بدهشة على من يقترب من هالة المحب.. وتكون الاعراض الظاهرة للمحبين من رؤية الحبيب والانجذاب اليه ، خفقان القلب وزيادة التعرق وبرودة الاطراف واحمرار الوجه وارتفاع حرارة الجسم وحتى نبرة الصوت تتغير فتشير البيانات الى تدفق هرمون الادرينالين محفزا هرمون الدوبامين : الذي نستطيع ان نطلق عليه هرمون الانتشاء الذي ينقل الاشارات والرسائل المتعلقة بمشاعر الفرح والسعادة او القيام باي نشاط يحبه الانسان وهذا ما يحدث للجائع بعد تناول وجبة طعام شهية او تناولنا قطعة من الشكولاتة او عند تحقيق النجاح و الفوز وكذلك عندما يشعر الانسان انه مرغوب ومقدر من قبل الآخرين كل هذه تحقق مشاعر السعادة ، فالدوبامين له السحر عند التفكير بالحبيب فيقبل الانسان على الحياة بأمل وتفاؤل ، اما الفينيل إيثيل أمين هو الوسيط الكيميائي الذي يعطي الطاقة والنشاط فيقضي الحبيب الليل بطوله مستيقظا يحدث الحبية عبر الهاتف ويستفيق مبكرا بكامل قوته المضاعفة يحيا ايامه بنشاط ، ليبدأ تدفق هرمون الأوكسيتوسين: فهو مادة العناق الكيميائية والذي يطلق عليه هرمون الراحة النفسية والبدنية، يعطي الشعور بالدفء والتناغم والأمان عند لقاء المحبين، فمشاعر الحب تزيد كميات إفرازه، و أنه وراء الإحساس بالسعادة لدى الأزواج المتوافقين والمنسجمين ، فالاوقات الحميمة التي يقضيها الشريكين تساهم في تنشيط مستقبلات هرمون الأوكسيتوسين الذي يعطي مشاعر الاشباع العاطفي والجسدي فينشط بذلك هرمون الفاسوبريسين: الذي يطلق عليه هرمون التعلق والإخلاص نتيجة مشاعر الالفة والانسجام بين الزوجين .
ومثلما تتجدد الغرائز باحتياجاتها وتستعيد النشاطات الحياتية اداءها تتجدد مشاعر الحب ، فالحب ترافقه الاشواق الطويلة .. ومسافات اللقاء البعيدة .. فيهم المحبين للارتباط بعقد الزواج الرسمي .. لبداية يحيطها وهج الاستقرار الذي يتضمن معنى القرب في المساكنة ومشاعر الود المطمئن ..بداية لانفاس جديدة في إكتشاف مكنونات الآخر والانصات اليها لفهمها ومن ثم إستيعابها دون أقنعة او مساحيق ، ليكون التواصل مستمر بين زوج وزوجة لبناء علاقة تكاملية دون تسلط .. واحتواء إنساني بروح الصبر دون نفاذه، وجدية المشاركة لتذليل الهموم دون إستحضارها.لكن المشهد الذي يطالعنا من واقع الزواج بعد مضي الايام والاعوام ... يختلف عما كان عليه في البداية .. فما نراه.. إنطفاء مشاعل الحب والرومانسية .. وإلغاء مشاعر الانبهار واللهفة .. وإستبعاد الحلم بالالفة المستديمة .. معلنا غروب عواطف الانجذاب للشريك .. وخبوا حرارة الدفء من الروح .. ورحيل الاشواق من النفس ... وبعد احاسيس التعلق من القلب ... وذبول الغزل و الدلال من السلوك .. ومغادرة إحترام الذات من الذهن .. وتعطل الاهتمام بالآخر من الاولويات.. و ترك الإصغاء والحوار من الحديث .. وغياب الاستجابة والاجابة من التصرف .. و فقدان التفاهم والانسجام من الحياة الزوجية ..لنسمع منهم .. حديث الفتور والنفور .. يصرحون بالبرود والبخل.. ويتبادلون اللوم والانتقاد .. يتعاطون العناد و المشاكسة.. يتقنون الاستفزاز والصدام .. و يتعودون الاهمال والاذلال .. ويدمنون الملل والروتين .. ويفقدون الاخلاص والوفاء .. ويعيشون حالة القلق والشك ،ويرفعون الرايات البيضاء مستسلمين للفشل ، وربما يصبحون غرباء أو أعداء دون رحمة.. ويقفون حدادا صامتا على مغادرة الحب ...ويتسألون ما الذي تغير وتبدل في الحب ؟؟؟؟ لماذا لم نعد نحمل مشاعر الحب الاولى؟؟؟ فهل يمكن إعادة إنتاج هذه الاحاسيس وتجديدها مع نفس الشريك؟
ومثلما تتجدد الغرائز باحتياجاتها وتستعيد النشاطات الحياتية اداءها تتجدد مشاعر الحب ، فالحب ترافقه الاشواق الطويلة .. ومسافات اللقاء البعيدة .. فيهم المحبين للارتباط بعقد الزواج الرسمي .. لبداية يحيطها وهج الاستقرار الذي يتضمن معنى القرب في المساكنة ومشاعر الود المطمئن ..بداية لانفاس جديدة في إكتشاف مكنونات الآخر والانصات اليها لفهمها ومن ثم إستيعابها دون أقنعة او مساحيق ، ليكون التواصل مستمر بين زوج وزوجة لبناء علاقة تكاملية دون تسلط .. واحتواء إنساني بروح الصبر دون نفاذه، وجدية المشاركة لتذليل الهموم دون إستحضارها.لكن المشهد الذي يطالعنا من واقع الزواج بعد مضي الايام والاعوام ... يختلف عما كان عليه في البداية .. فما نراه.. إنطفاء مشاعل الحب والرومانسية .. وإلغاء مشاعر الانبهار واللهفة .. وإستبعاد الحلم بالالفة المستديمة .. معلنا غروب عواطف الانجذاب للشريك .. وخبوا حرارة الدفء من الروح .. ورحيل الاشواق من النفس ... وبعد احاسيس التعلق من القلب ... وذبول الغزل و الدلال من السلوك .. ومغادرة إحترام الذات من الذهن .. وتعطل الاهتمام بالآخر من الاولويات.. و ترك الإصغاء والحوار من الحديث .. وغياب الاستجابة والاجابة من التصرف .. و فقدان التفاهم والانسجام من الحياة الزوجية ..لنسمع منهم .. حديث الفتور والنفور .. يصرحون بالبرود والبخل.. ويتبادلون اللوم والانتقاد .. يتعاطون العناد و المشاكسة.. يتقنون الاستفزاز والصدام .. و يتعودون الاهمال والاذلال .. ويدمنون الملل والروتين .. ويفقدون الاخلاص والوفاء .. ويعيشون حالة القلق والشك ،ويرفعون الرايات البيضاء مستسلمين للفشل ، وربما يصبحون غرباء أو أعداء دون رحمة.. ويقفون حدادا صامتا على مغادرة الحب ...ويتسألون ما الذي تغير وتبدل في الحب ؟؟؟؟ لماذا لم نعد نحمل مشاعر الحب الاولى؟؟؟ فهل يمكن إعادة إنتاج هذه الاحاسيس وتجديدها مع نفس الشريك؟
تقول الروائية مي خالد والمهتمة في دراسة العلاقات الزوجية ، إن الصورة الاولى للحبيبة أو الحبيب تظل محفورة في اللاوعي لذلك الانبثاق الاول لشرارة الحب ، وهذه الصورة تنطوي على الانبهار والاعجاب والتقدير وما يحدث بعد الارتباط من تغير واقعي لهما من اهمال في الشكل والمضمون يجعلنا نفهم إن بعد الحبيب أو فراقه وصعوبة الالتقاء به تزيد مشاعر الاكتآب والحزن كما تغيب الصورة الاولى للشريك فيشعر المتزوجين بإختلاف المشاعر عن البداية وكأن الحبيب قد خدعهم فيسطر على اجواءهم الاكتآب ‘ والحقيقة ان التعرف على الشريك أخذ جانب الواقع من طباع ومزاج وميول ورغبات ، وبدل أن تكون حياتهم الزوجية إستقرار وسكينة تتحول الى روتين يفقد الازواج فيه محفزات الإثارة ويعيشون حالة الطلاق العاطفي، وكل ذلك يخضع لضغوط الحياة التي تعطل المشاعر الجميلة ، لكن على الازواج يتوقف جانب كبير من زيادة خيباتهم ولو انهم إنتبهوا لانفسهم أولا قبل إتهام الآخر ، حيث إن المصارحة بالخلل والحوار تختفي من قاموس المتزوجين عكس ما كان الوضع قبل الزواج .. فالحب يحمل خاصية التجديد ولا يعرف الموت طالما يتجدد وعلى الازواج تحدي ضغوط الحياة إذا كان الحب من أولوياتهم ، وذلك باعتماد التعبير والمشاركة والمساندة وعليهم أن يدركوا إن الصورة المخزونة في اللاوعي هي صورة متغيرة وليست ثابتة حتى لا يأسرهم الوهم ، اما الذين لا يستطيعون تجديد الحب ويستسلمون لسلبية الجفاف العاطفي تصبح القطيعة النفسية مع الآخر هي الراجحة في ميزان الحب والكراهية ، كالراسب في الدراسة الذي لم يجتهد ليحقق النجاح ويلقي باللوم على صعوبة الامتحان ، والقليل من يسعون لإسترجاع مشاعر الحب الاولى ، وهذا حال أغلب العلاقات الزوجية اليوم تلقى الملامة على العوامل الخارجية والآخرين والآخر، والتجديد يتم بإستبدال الآخر خاصة اذا كان الحب ادعاء والهدف من الارتباط هو الاستغلال للمصالح .
لكن كيف يمكن للازواج أن لا يسقطوا في فخ الملل والروتين ولا يسقط الحب في مطبهم مناشدين للتحرر من الشريك وأن لا يتأثروا بالمحيطين أو المتطفلين على ثغرات الخلاف و نقاط ضعف العلاقة للبدأ بالتفرقة المبنية على هشاشة الزواج مؤدية الى إنهيار صرح العلاقة الزوجية؟
لكن كيف يمكن للازواج أن لا يسقطوا في فخ الملل والروتين ولا يسقط الحب في مطبهم مناشدين للتحرر من الشريك وأن لا يتأثروا بالمحيطين أو المتطفلين على ثغرات الخلاف و نقاط ضعف العلاقة للبدأ بالتفرقة المبنية على هشاشة الزواج مؤدية الى إنهيار صرح العلاقة الزوجية؟
تزيدنا الشاعرة ريم قيس كبة فتقول إن المحبين يعيشون حلم الاقتراب والزواج .. الحلم بعيد المنال لانه حلم ، لكن في الزواج هذا الحلم يسقط في مطب الملل وتفاصيل الحياة اليومية فتحترق المشاعر الرومانسية نتيجة ضغوط الحياة.. وتضيف ريم قيس كبة : بتشخيص العلة إن الحياة الزوجية بخلاف أي علاقة أخرى تحتاج الى ربانين لقيادتها وإدارتها متفقان منسجمان يختاران صيغة لحياة أفضل لان الحب والتسامح والتضحية والتنازل من طرف واحد أي شريك واحد يخرب العلاقة مما يؤدي الى إنتفاض الآخر والبحث عن قنوات أخرى للراحة ، فالقيادة عليها ان تكون ثنائية مشتركة ، وهذا الرأي ربما لا يوافقها الآخرين عليه حيث إعتدنا أن تكون القيادة لواحد يكون دكتاتور الحياة الزوجية ، وتعتبر ريم قيس كبة الزواج كأي مشروع يحتاج الى صيانة وإدامة بفهم الآخر والحرص على كيانه ، فحياتنا صحراوية تحتاج الى ترطيب بمرونة التعامل في الاخذ والعطاء المتبادل والكلمة الجميلة لها المفعول السحري للشريكين ، ومن جانب آخر يلعب الآخرين دورا في الحياة الزوجية من حيث مدى سماحنا لهم بالتدخل بشؤوننا الخاصة أو نضع أنفسنا بالمقارنة أو التقليد لهم وهذا يعتمد على مدى إيماننا وفخرنا بالشريك فالحب من الطرفين يشذب العلاقة الزوجية ويدعمها بالاستقرار ذو الاساس المتين.
مما نفهمه عن الحب في العلاقة الزوجية من قيل و قال الى كل الأقوال .. إن هناك قناعة بالشريك متبادلة إذا إنتفت إنتهى الحب مع الشريك .. فكل ما هو متبادل ينعم بانفاس صحية ويغلب .. وإذا كنا ننشد البناء تمكنا منه داخل أنفسنا أولا ، تدريب ومثابرة فنعزز جمال المشاعر وإستحضارها لتكون لنا خير وقاية من البكاء على الأطلال .
رؤى البازركان
الرابط : http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=162368
الرابط : http://www.alnoor.se/article.asp?id=40687
الرابط : http://www.doroob.com/?p=34260
تعليقات عن الموضوع من المواقع
ياله من موضوع رائع يارؤى البازرن كان الحب نعم الكلمة التي تعني الحياة ؟ سلمتي
بإحساس الأنثى تكتب رؤى البازركانسلطان الحب...... مشاعر الحب ......الحياة الزوجية ...العاشقين... البكاء على الأطلال....... اعجبتني جداً..
جهاد علاوه
مش دايمن الحب ُ يموت حين يعتاد الدماغ على لإفراز مادة b-e-aوهي مادة جذابة تساعد الأطراف الأخرى في التعرف على بعضها
نورمحمود
معك المحامية والصحفية نور محمود أتشرف بمعرفتك وفرصة سعيدة وأهنئك على الموضوع الجميل بمعنى الكلمة وأؤيدك برأيك وكل الأرآء المذكورة في الموضوع لكن هناك بعض الأزواج لايغيب الحب عنهم ولا لحظة بحيث يعيشون عمراً طويلاً والحب يزيد في حياتهم قد لايكونوا أساساً متزوجين بعلاقة حب وأنما قد يكون زواج تقليدي بعكس غيرهم يكون زواجهم بعلاقة حب قوية جداً وأستمرت لسنوات طويلة جداً يفقدون الحب بليلة ويوم ..عموماً جميل جداً جداً هذا الموضوع تحياتي ..هذا التعليق للكاتبة رؤى البازركان مع الشكر والتقدير