الفنانة والاعلامية رؤى البازركان:الفنانون الكرد تركوا أثراُ مميزاً في الحركة التشكيلية العراقية
أجرت الحوار :سارة علي
القاهرة 31 تشرين الأول/ أكتوبر(آكانيوز)
تشير الفنانة التشكيلية والإعلامية العراقية المغتربة رؤى البازركان إلى أن هناك الكثير من الرسامين والنحاتين الكرد كان لهم تأثير كبيروحضور مميز في مسيرة الفن التشكيلي العراقي،وترى ان حركة الفرشاة في توزيع سحر الالوان على قماشة اللوحة يعكس،بعد ان استقطبها عالم الرسم ،مكنوناتها الداخلية،وتضع البازركان من خلال نص متن الحوار الاتي الذي اجرته معها مراسلة وكالة كردستان للانباء(آكانيوز) قضايا المرأة العراقية ومعاناتها الاقتصادية على راس قائمة أولويات همومها.*متى كانت بدايتك مع عالم الالوان والاشكال التعبيرية ؟
- إن اكتشاف اللون واللوحة يشبه المجال المغناطيسي الجاذب،لذلك ومنذ البداية أجدني امام مكتشفي لتك العوالم وقد التصقت بالجمال..فعالم الرسم واللون واللوحة استقطبني منذ زمن طويل،حيث كنت أبحث عن ملاذ أحاول من خلاله أن أعكس مكنوناتي الداخلية واعبر عن مشاعري للمحيط فكان لحركة الفرشاة واللون سحر يطلق العنان لكل تعبيراتي.
* هل يمكن الحديث عن معلم أول يقف وراء صقل موهبتك التشكيلية؟
- قد يكون معلمي الأول حديقة البيت وربما درس الرسم في المدرسة الإبتدائية ،وربما الطرقات المؤدية الى المواقع الآثرية في العراق، وربما والدتي التي كانت ترسم لنا لوحات جميلة في الطفولة،وربما كروموسومات العائلة التي تزخر بالرسامين والشعراء, فمن اهم الرسامين العراقيين ومن الرواد أكرم شكري أبن عم جدتي و المبدعة وداد الاورفلي قريبة والدي ،والشاعرعبدالستار القرغولي جدي، لكل أولئك كان لهم الاثر في إغناء مخيلتي.
* كيف تقيمين الإضافات الخاصة بالمدارس التشكيلية العراقية ،وهل أنت مطلعة على ألوان الطيف في ماسة التشكيل العراقي؟
-لا استطيع ان اعطي نفسي الحق بتقييم المدارس التشكيلية العراقية اليوم و ربما إضافاتها التي اجدها كتقليد لا أكثرللفن في الغرب،ولكنني مازلت أهتم بالواسطي ومنمنماته ،وتهمني جدا مدرسة جواد سليم التي أثرت للفن العراقي المعاصر بصيغة مختلفة واجد نفسي مختلفة برأيي عن كل ما قرأت وكل ماكتبه النقاد إن وجدوا لاننا نفتقد اليوم إلى الأساليب الجديدة والمبتكرة والتقنية الجديدة التي تعطي هوية الفن الحقيقي وكل ما موجود هو تقليد لا أكثر وأصبح الفن كالصنعة الخالية من الإبداع والمقلدة لمنتج آخرالذي يخلو من روح خاصة به.
* ماهي سمات الفن الحقيقي بتقديرك؟
-مثلما ذكرت لك الفن الحقيقي هو الإبتكار للادوات والتقنيات الجديدة التي تجسد صدق الفنان الذي يعكسه على العمل وهذا العمل الصادق يستقتطب المتلقي ،ليخلق لديه تفاعلاً إيجابياً بين الحواس ومكنونات العمل الذي كلما نظرنا اليه كأننا نرآه لأول مرة أي لا نشعر بالملل ولا ينتابنا إحساس التكرار والتشابه مع الأعمال الفنيةالأخرى.
* كيف كان نصيب الفنان التشكيلي العراقي من الانظمة الدكتاتورية وهل صحيح إن الإكراه في الفن هو الظاهرة السائدة في عهد النظام السابق؟
-لاأدري كيف اعبر عن الفنان في زمن الدكتاتورية، هناك من وجد نفسه يكبر ويشتهر في هذا الزمن حيث وظف جماليات الفن لاهداف وبرامج مؤسسات النظام السابق، وكان يزهو بنفسه, وربما هناك آخر اندثر وابتعد بملء ارادته لانه لم يقبل ان يكون مساهماً في بناء صرح الدكتاتورية, اما بالنسبة للإكراه في الفن فقد كان يشمل من يريد ان يكون منتفعاً ويحقق شهرة وتقرب من السلطة. في الحقيقة هناك فنانون ظلوا محتفظين بسماتهم الحقيقية دون ان يقحموا أنفسهم بالإكراه على عمل لا يرغبون به فهناك حقيقة لايمكن ان نغفلها هي ان بعض الفنانين كانوا يرسلون اعمالهم ويشاركون في صنع الدكتاتورية ،واليوم يقولون إننا ارغمنا ،ولا اي منهم يعترف بنواياه الحقيقية الهادفة الى التقرب من السلطة لكسب موقع وظيفي في المجال الفني.
* لقد عرفت في الفترة الأخيرة كمعدة ومقدمة لبرنامج لعبة الحياة كيف يمكن التوفيق بين العمل في التلفزيون والفن التشكيلي؟
-الكتابة فن تعبيري آخر عن الحياة . وصفة الإعداد هي جمع القضايا من مختلف المصادر لطرحها في برنامج تلفزيوني كي تناقش اسبابها ومعرفة علاجها. واليوم التلفزيون بفضائياته الكثيرة اصبح يساهم بشكل جذري وحقيقي بالتأثير على الإنسان، كما ان الانفتاح التكنولوجي اتاح فرص للإطلاع والتعرف وربما المشاركة فانا واحد من التشكيليات التي ساهم التلفزيون في منحها شهرة كرسامة ومقدمة برنامج اضافة لكتابتي المتواضعة.. إذن هناك تلامس كبير بين المجالين الاعلام والفن، واذكر انني ساهمت في تصميم احد ديكورات برنامجي الذي كان له بصمة مهمة من حيث تأثيرها على ضيوفي في الاستوديو وتاثيرها على المشاهد،فاللون يلعب دور مهم بالنسبة للعين. ويبقى تقسيم الوقت واهميته للانسان في التوفيق بين الجانبين الاعلامي والفني.
* هل تتابعين الحركة التشكيلية الكردية وماهي ابرز سماتها؟
-الحركة التشكيلية الكردية هي جزء لا يتجزء من حركة الفن التشكيلي العراقي الذي ينظوي تحت نفس المكونات والسمات ممتد من حضارات العراق المتعاقبة ومرتبط بالتشكيل المعاصر وهناك الكثير من الرسامين والنحاتين الأكراد الذين كان لهم التأثير الكبير في مسيرة الفن النشكيلي العراقي ،وقدمت من خلال برنامجي التلفزيوني مجموعة من الفنانين والفنانات وعرضت مسيرتهم الإبداعية. وهناك فنانون فنانات كرد منتشرون عبر دول العالم وتعرفت على ابداعهم من خلال الانفتاح التكنولوجي لشبكات الإنترنيت وهذا ما يدل على إن الإبداع والتشكيل سمته الأساسية في خلق اللوحة والتأثير على المتلقي المتذوق.
* هل أنت من دعاة الالتزام في الفن أم إن الفن نوع من التعبير الفردي الحر؟
-لا. أنا لا إجد من حق أحد أن يحدد الفن بألتزام معين لذلك أنا مع حرية التعبير،لنتخلص من القيود وجملة من الممنوعات، وليكن الفن فلسفة كل انسان وروح كل مبدع يجسد من خلاله جمال الحياة.
* ما هي ابرز همومك الحالية وماذا تعدين لغدا؟
-همومي كثيرة أولها قضايا المرأة العراقية ومعاناتها الاقتصادية التي تجعلها تابعة وخاضعة وضعيفة ...موضوع الأمية التي عادت للعراق شيء ،يحزنني كثيراً مع ارتفاع نسبتها يوم بعد آخر.. هموم الطفل العراقي الذي لم يلتفت أحد لحرمانه من حقوق الطفولة والبراءة،بتوفير مناخ يدعم طفولتة من أمان وتعلم وترفيه. الإنسان العراقي مطحون بحياة انعدام الخدمات العامة وانعدام الاستقرار الكامل،وهذا ما يدعوني ان أتمنى من اعماق قلبي أن تزول هذه المظاهر السلبية وتنتهي.
يذكر الفنانة التشكيلية العراقية رؤى البازركان قد حصلت على شهادة الدبلوم من معهد الفنون التطبيقية. قسم الإرشاد الاجتماعي ،وبكالوريوس فنون جميلة قسم الرسم ،وهي وعضو جمعية التشكيليين العراقيين ،وعضو جمعية الباراسايكولوجي العراقية ،واقامت عدداً من من المعارض الشخصية ،منها المعرض الشخصي الأول عام1997 - الحلقة الدولية – صنعاء وعام - 2000المعرض الشخصي الثاني - الأتحاد النسائي العربي - بغداد. – 2001 والمعرض الشخصي الثالث - دار فائزة الحيدري للفنون – بغداد وفي عام. 2007 المعرض الشخصي الرابع - كاليري سلام - القاهرة ونالت العديد من الجوائز،وفي مجال الإعلام عملت البزركان على - الاخراج الفني لجريدة الجندر- وبرنامج منبر العراقية باذاعة الرشيد ،وبرنامج ادم وحواء قناة السومرية، و- برنامج العين الاخرى قناة البغدادية ،وبرنامج لعبة الحياة قناة البغدادية.
الرابط : http://www.aknews.com/ar/aknews/9/192268/#
برنامج لعبة الحياة مقابلات تحقيقات صحفية مقالات ادارة الحوار المرأة والانتخابات لقاءات صحفية عن البرنامج فيروز كلماتي